
يعرّف البعض التعلّم على أنه أي شيء جديد قد يتعلموه في الحياة ولم يعرفوه من قبل، والبعض الآخر يعتقد بأنه عملية تذكّر أي معلومة يعرفونها. كما تعتقد مجموعات أخرى بأنه القدرة على تطبيق أي معرفة قد اكتسبوها بشكل عملي.
حيث تؤكد الأبحاث العلمية على أنه عملية التعلّم أكبر بكثير مما نعتقد، وقد أريت دراسات جديدة تساعد على جعل عملية التعلّم أكثر مرونة ومتعة وفاعلية. وتعد النماذج التعليمية إحدى هذه الدراسات والتي يمكن لأي شخص استخدامها حتى يستطيع تعزيز عملية التعلّم.
النماذج التعليمية المختلفة :-
كما نعلم أن مواقع الانترنت مليئة بالعديد من طرق وأساليب التعلّم والتي قد تنجح مع بعض الأشخاص وربما تفشل مع غيرهم. ولكن المشكلة ليست في هذه الأساليب، إنما في اختلاف أسلوب التعلّم من شخص لآخر، لذا يجب فهم عملية التعلّم نفسها وهي أهم طريقة لاستخدام كافة الطرق والنصائح.
ويحدد التعلّم 7 نماذج تعليمية مختلفة بحيث يشرح كل نموذج العملية وأساليب التعلّم المرتبطة به، وهذه النماذج هي ما يلي:
1- نموذج أسلوب “كولب” للتعلّم :
ويعرف هذا النموذج أيضا ًباسم “نظرية التعلّم التجريبي”، حيث أشار “ديفيد كولب” في هذا النموذج أن عملية التعلّم تتألف من أربعة مراحل هي:
– التجربة المادية: وهنا يقوم المتعلّم باختبار شيء جديد، أو انشاء تجربة جديدة من تجربة قديمة مما يؤدي إلى المرحلة التالية وهي الملاحظة.
– الملاحظة: يفكّر المتعلم في هذه المرحلة بالتجربة المذكورة ويحاول فهمها وتحليلها.
– المفاهيم المجرّدة: وبناءً على ما فهمه المتعلّم لهذه التجربة والذي يعتمد على تفسيره الشخصي لها، يكتشف المتعلّم مفهوما ًتجريديا ويشكل أفكار ومفاهيم جديدة.
– التجريب العملي: ومن ثم يطبّق المتعلّم كل ما فهمه في المراحل الثلاثة السابقة من خلال تجارب واقعية تؤدي نتائجها فيما بعد إلى دورة جديدة. تتضمن أربعة أنواع من المتعلمين وهم:
> المتقاربون: ويركّز هؤلاء غالبا ًعلى المرحلتين الثالثة والرابعة من الدورة وذلك لأن لديهم حب كبير للتجربة. ومن الهام لهم تطبيق معرفتهم وكل ما يتعلموه بشكل عملي ولذلك يحبون المهام التقنية.
> المتباعدون: ويميل هؤلاء الذين يفضّلون أسلوب التعلم هذا إلى الجانب الإبداعي، وذلك لما يحبّون من تخيل امتدادات كبيرة تساعدهم في ابتكار أفكار فريدة. وعادة ًيركزون على المرحلتين الأولى والثانية من الدورة.
> الاستيعابيون: ويتعلّم هؤلاء أي شيء، ويدعمهم في ذلك المعلومات التي يعرفونها من قبل، وأيضا ًيميلون إلى التفكير والتصوّر في استيعاب المعلومات بطريقة أكثر فاعلية.
> المتعاونون: وهؤلاء الأشخاص يتعاملون مع المهام الجديدة بكل صدر رحب، ويكون أسلوبهم عمليا ً؛ ومن ثم يشمل تعلّمهم غالبا ًالمرحلة الأخيرة من الدورة.
2- نموذج أسلوب “فارك” للتعلّم :
وتعتبر كلمة “فارك” اختصار لوسائل التعلّم المختلفة (المرئية، السمعية، القراءة والكتابة، الحركة). وينص هذا النموذج على أن كل متعلّم يتعامل مع التعلّم من خلال أي من هذه العمليات.
فالذين يفضّلون الأسلوب المرئي يستطيعون تذكر الأشياء التي يرونها أفضل من الأشياء التي يسمعونها. على عكس الأسلوب السمعي والذي يستوعب المتعلّمون فيه بصورة أفضل من خلال المصادر الصوتية. وأيضا ًبكل تأكيد يحب القرّاء والكتّاب التعلّم من خلال القراءة والكتابة، والمتعلّمون الذين يفضلون الأسلوب الحركي غالبا ًما يكتسبون المعرفة من خلال تجربتها.
وتبعا ًلهذا النموذج يمكن تقسيم المتعلمين إلى نوعين: الأول يمكنه التبديل بين أساليب التعلّم الأربعة حسب حاجة الموقف. والثاني يفضّل أسلوب واحد ويطلق عليهم “متعلمون بطيؤون “.
3- نموذج “جريجورس” للتعلّم :
ينظر هذا النموذج بعمق في الطريقة التي يعمل بها العقل، اذ أن هناك ربع مسيطر من العقل؛ ونظرا ًلأن هذا الربع يهيمن على النشاط العقلي. فإنه يحدد أسلوب التعلّم لكل فرد، ومن أساليبه :
> التعلّم المتعاقب الملموس: حيث يتعلم الأفراد في هذا الأسلوب من خلال الخبرة العملية، ويُلاحظ استخدام جميع الحواس في هذا التعلّم.
> العشوائية الملموسة: ويمكن للأشخاص في هذا الأسلوب حفظ المعرفة والمعلومات بسرعة، ولكن يعتمد التفسير فيما بعد ذلك على معرفتهم السابقة.
> أسلوب التعاقب المجرّد: ويحتاج الأشخاص في هذا الأسلوب إلى بيئة تعليمية منظمة مع الكثير من أدوات التعلّم وخاصة الأدوات المرئية، من أجل عملية تعلّم ناجحة.
4- أسلوب الهيمنة الدماغية لـ”هيرمان” :
ويعد مقياس هيرمان للهيمنة الدماغية نموذج قدّم آليات لتحديد تفضيلات التعلّم لدى الأفراد، حيث يشير هذا النموذج إلى أن المتعلّمين قد يكونوا:
– نظريين: حيث يفضل النظريون التعلّم المتعاقب، لذلك هم يجيدون حفظ المعلومات.
– منظمين: ولا يستطيع المنظمين حفظ المعلومات أو استيعاب المعرفة الجديدة إلا بعد ترتيب جميع المعلومات بصورة منهجية.
– الانسانيون: ويركز الانسانيون على التعامل مع الآخرين من خلال تعلمهم العواطف والمشاعر والتعبير عن الأفكار.
– المبتكرون: ويستخدم المبتكرون المعارف الحالية للاستفادة منها في ابداعاتهم، ويعد التفكير النقدي وحل المشكلات من السمات البارزة لهؤلاء المتعلّمين.
5- نموذج “مكارثي” للتعلّم :
ويعد هذا نموذج مكارثي أو فيما يعرف بـ” الفورمات” امتداد لنموذج “كولب” ولكنه يقدّم أربعة أنماط تعلّم مختلفة تشمل التخيل والتحليل والحيوية والمنطق السليم. حيث يعتبر هذا النموذج الأشخاص الذين يعتمدون في تعلّمهم على الخبرات هم المتعلّمون الذين يندرجون تحت فئة المنطق السليم. ويتصور المتعلّمون الذين يتبعون نمط التخيل هذه التجارب، بينما يطبق التحليليون الأفكار ويصقلونها أيضا ً. ويستفيد الحيويون من كافة الخطوات ولكنهم يعتمدون في النهاية على تفسيرهم الشخصي في عملية التعلّم.
6- نموذج أسلوب “فيلدر سيلفرمان” للتعلّم :
ويركز هذا النموذج على أن لكل فرد أساليبه الخاصة والمفضلة فيما يتعلق باستيعاب المعلومات الجديدة، حيث يكون المتعلّمون النشطون والمتأملون عمليين للغاية. بينما يرتكز البديهيون والمستشعرون على الحقائق والمفاهيم المكتوبة.
ويفضّل المتعلمون الذين يتبعون أسلوب متسلسل التعلّم المنظم والمنهجي. ومن جهة أخرى يفضّل المتعلمون الذين يتبعون الأسلوب المرئي واللفظي استخدام أدوات داعمة لذلك مثل الكلمات والرسومات.
7- نموذج “هوني وممفورد” للتعلّم :
ويشبه هذا النموذج إلى حد كبير نموذج “كولب” ويقدّم أساليب التعلّم لأنواع المتعلّمين كالآتي:
– النشطون: حيث يطبق هؤلاء المتعلمون المعلومات بصورة عملية لاكتساب المعرفة منها.
– النظريون: ويندرج هنا الأشخاص الذين يحبون التعلّم من الحقائق والأرقام.
– الواقعيون: ويضع هؤلاء الأفراد المفاهيم ويجربونها قبل أن يتعلموا منها.
– المتأملون: ويفكّر هؤلاء المتعلّمون فيما يرونه ويتعلمون منه.
والآن بعد أن عرفت كل المعلومات المتعلقة بنماذج التعلّم لن يصبح التعلّم مشكلة بالنسبة لك، وعلى الرغم من أن عملية التعلّم معقدة إلا أنه يمكنك اجراؤها .