نصائح من السهل معرفة الأمور التي فيها مصلحتنا، لكن هذه المعرفة لن تكون ذات نفع كبير ما لم تقترن بالذكاء والالتزام وتقدير الذات والعمل والمسائلة. اذ أنك لن تستطيع الاستفادة من العلم اذا لم تضع المعلومات التي لديك موضع التنفيذ، وأن أفضل مكان للبدء بهذا التغيير هو نفسك. فالطريقة الوحيدة للاستفادة من قدراتك هي استثمار المعلومات التي تعرفها عن نفسك .
وفيما يلي سبع نصائح لتطبيق المعرفة التي اكتسبتها :
1- فحص التفكير :
مثلما أن قيمة المعلومات بحد ذاتها تعد محدودة، فإن بإمكان المعرفة وحدها أن تقيّدك في بعض الأحيان وذلك من خلال تقييد الحدس والفطرة السليمة. اذ أ المعرفة أداة مفيدة ولكن تعتمد فاعليها على كيفية تطبيقها، لذلك عليك انتقاء المعرفة المفيدة وضعها في سياق مناسب حتى تستفيد منها .
كما يمكن للدماغ البشري أن يشوش التفكير العقلاني والمنطقي فتصبح النتائج سيئة ومدمرة اذ تتكون لديه الكثير من الاعتقادات نتيجة سنوات طويلة. من تأكيد المعلومات التي تحفّز اللاوعي وتصبح بالنسبة له ثوابت، وكذلك يسعى الغرور المرتبط بهذا الوضع إلى الحفاظ على هذه الثوابت. لتجنب وجهات النظر والاختيارات الجديدة حيث يخشى الشخص المغرور التغيير حتى ولو كان للأفضل. وذلك لأن منطقة الراحة عنده تعتمد على الأشياء التي يتعود عليها ويألفها حتى لو كانت مضرّة .
2- العمل مع شريك مساءلة :
يعد وجود شريك المساءلة أمر رائع لإبقائك على المسار السليم كما يوفر أيضا ًشكلا ًصحيا ًمن أشكال المنافسة، والأهم أنه يؤدي في النهاية إلى انجاز المهام. كما يحافظ وجود شريك المساءلة على السلامة ويعزز أيضا ًتقديرك لقيمتك وثقتك بها، مما يزيد من فرصك في النجاح في النشاط الذي تختاره .
3- حُسْن إدارة الوقت :
على عكس ما يظن الكثير من الناس أن إدارة الوقت أمر ممل وتافه ورتيب، ولا يقوم به سوى الأشخاص المبدعين، والأسوأ من ذلك أن تشعر بأن إدارة الوقت تتحكم فيك وتقيّدك. ومن جانب آخر يكره الكثير تأجيل الأمور والأعمال حتى اللحظة الأخيرة، اذ قد يطرأ أمر ما وتكون على عجلة من أمرك. فتشعر بأنك غير مستعد لذلك مما يتسبب لك بالتوتر والارتباك، وتستغرق وقت طويل للبدء بالعمل .
لذلك فإن حُسن إدارة الوقت تعطيك المساحة الكافية للتعبير عن نفسك بصورة عفوية وبطريقة فريدة، وتساعدك في انهاء كافة المهام الإدارية الشاقة. وتتيح لك الاستمتاع بيومك بكل راحة .
4- الثقة بالنفس :
يجب عليك أن تكون على قناعة تامة بأن الأمور في بعض الأحيان لن تسير مثلما خططت لها بدقة، وذلك بسبب كثرة الأمور المتغيرة والتي لا سلطة لك عليها. ولكن عندما تنظر إلى تصرفاتك وقراراتك السابقة من منظور العلم والمعرفة الذي تمتلكه حاليا ً، ستجد أن النجاحات التي أحرزتها وحققتها كثيرة. لذا قم بالثناء على نفسك، وتقدير انجازاتك السابقة، وثق بقدراتك على وضع المعرفة موضع التنفيذ .
5- التوقف عن المماطلة :
إن تأجيل اتخاذ القرارات استنادا ًإلى عدم القدرة على التنبؤ بالمستقبل أو التحكم به أمر غير منطقي أبدا ً، لكن الافتقار إلى المنطق في أوقات معينة هو من صفات البشر. وأيضا ًثمة الخوف من الندم نتيجة تصرف ما أو شعور، ودائما ًما ترجع هذه العوامل إلى التجربة والتي تصبح مع مرور الأيام جزء من الحلقة المفرغة من المشاعر السلبية. والتي منها التوقع ثم خيبة الأمل ثم الحكم على الذات، ويكمن الحل فيما يلي :
– التفكير في أسوأ الاحتمالات .
– اتباع الحدس .
– عدم الوقوف مكتوف الأيدي .
6- تقدير قيمة النفس :
يمكن قياس مقدار تقدير لنفسك من خلال تطابق أفعالك مع الأشياء التي تعلم أنها مفيدة لك، فحتى لو اختل التوازن في عملك أو حياتك الشخصية. سوف يعمل تقديرك لذاتك كبوصلة تعيدك إلى المسار الصحيح، وبكل تأكيد ذلك لن يحدث إلا أذا أفسحت له المجال .
فإذا قدّرت نفسك تقديرا ًكافيا ًسوف تستطيع التحرر من كافة الاعتقادات الخاطئة، واتخاذ أفضل الخيارات، والتصرف بناء على المعرفة لا الأوهام .
7- استشارة كوتش حياة :
تتمثل وظيفة كوتش الحياة في مساعدتك على التعامل مع الأمور تعاملا ًأفضل اذ أن معظم الانجازات التي تتحقق خلال جلسان الكوتشينغ. هي نتيجة لقدرة العميل على رؤية تفكيره كما هو، حتى لو كان ذلك تفكير غير منطقي ومضطرب جدا ً، فغالبا ًما ترفض الأفكار الايجابية والحلول الممكنة. لأنه افتراضاتك الخاصة لا تقبل النقاش أو الجدل مما يعوّقك عن ايجاد طريقة أفضل .
لذلك عليك كسر هذه الحلقة اللامتناهية والتي تمنعك عن فعل الأمور المفيدة لك، فدور الكوتش هنا هو إبطال تأثير الأفعال اللاإرادية السلبية الناجمة عن التفكير. كما يساعدك على كسر كل القيود التي تمنعك من فعل الأشياء التي تعود عليك بالنفع، وأيضا ًالاستفادة بشكل عملي من المعلومات التي لديك .
وفي نهاية مقالنا هذا نؤكد أن المعرفة تساعد في اتخاذ القرارات السليمة والاجراءات التي تقوم بها، وأيضا ًتعمل على تقدير النتائج المحتملة. ومع هذه الثقة التي سيمنحك اياها الوعي تجد أن تطبيق المعرفة أمر في غاية المتعة ومثمر جدا ً.