استراتيجيات التدريس هي سياق من أساليب وطرق التدريس وتقنيات تنشيط الفصل الدراسي المتغيرة حسب عدة معايير، ولعل أهمها هو الموقف التدريسي. وهي بشكل عام التخطيط المُسبق والخطة التي يتبعها المعلم لتحقيق هدف تعليمي من خلال أسلوبه في التدريس، أو استخدام الأدوات والوسائل لمساعدته في مهمته. وأيضا ًالجو العام داخل الفصل الدراسي والذي يساعد على الوصول إلى مخرجات تعليمية مقبولة ومنظمة في ضوء الامكانات المتاحة.
ومن أهم استراتيجيات التدريس الحديث ما يلي :-
1- استراتيجية العصف الذهني :
وهي واحدة من طرق وأساليب التدريس الحديث والتي تعتمد على توليد المزيد من الأفكار المتعلقة بموضوع معين للحصول على أكبر عدد منها. وتتمثل هذه الاستراتيجية في خلق مجموعة واسعة من الأفكار المتعلقة بموضوع ما يحدده المعلّم، ومن أهداف العصف الذهني :
– تعزيز مهارات التفكير لدى الطالب من خلال محاولته ذكر كل ما يتبادر إلى ذهنه من أفكار ذات صلة بالموضوع.
– زيادة فرص النجاح وذلك لعدم وجود إجابة واحدة صحيحة فقط، وبالتالي يمكن التخلص من الخوف من الفشل أو المخاطرة.
– منح الطلاب فرصة كافية للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم.
2- استراتيجية العمل الجماعي :
وهي أيضا ًواحدة من الاستراتيجيات الحديثة للتدريس والتي تعتمد على عمل مجموعة من الطلاب مع بعضهم البعض لدراسة موضوع معين. مع تأكد المعلّم قبل البدء بتطبيقها من توافر بيئة شاملة تحترم الفروقات الفردية بين الطلاب، وكذلك وجود امكانية سماع الطلاب بعضهم البعض أثناء التواصل. ومن أهم أهداف استراتيجية العمل الجماعي ما يلي :
– تحفيز الطلاب على التعليم، وتشجيعهم على التعلم النشط.
– تطوير مهارات التفكير النقدي عند الطلاب نظرا ًلوجود آراء مختلفة.
– تعزيز قدرة الطالب على اتخاذ القرارات.
– تطوير مهارات التواصل بين الطلاب.
3- استراتيجية المناقشة :
وهي استراتيجية فعّالة وتعني انشاء حوار بين الطالب والمعلّم بدلا ًمن نقل المعلومات من المعلّم إلى الطلاب، اذ أن أساس المناقشة يعتمد على توقف المعلّم عن التحدث. أو القاء محاضرة إلى مجموعة واستبداله بالتحدث إلى الجميع والاستماع إليهم وتبادل المعلومات معهم والتفكير بها. ويتم تنظيم المناقشة وفق طرق مختلفة منها المجموعات الصغيرة أو تبادل الأدوار وغيرها، ومن أهداف هذه الاستراتيجية :
– تعزيز قدرة الطالب وتحفيزه على التفكير السليم.
– تعزيز التعلّم الفعّال واستفادة الطالب من كافة الدروس بالشكل الأمثل.
4- استراتيجية الخرائط المفاهيمية :
وهي الاستراتيجية التدريسية التي تربط بين الكلمات أو الجمل والفكرة الرئيسية المراد تعليمها للطالب، وتتضمن هذه الخرائط مجموعة من الكلمات أو الجمل. المُحاط كل منها بأي من الأشكال الهندسية، والمتصلة ببعضها البعض بواسطة خطوط مرسومة، ومن الأمثلة عليها الخرائط الهرمية. وتتمثل أهداف هذه الاستراتيجية فيما يأتي :
– تخيل وتصوّر الطلاب للروابط المختلفة والتي تجمع الكلمات والعبارات بالفكرة الرئيسية.
– تعزيز فهم الطالب لما هو مكتوب، وتسهيل نقل المعلومات إليهم.
5- استراتيجية التعلّم بالتخيّل :
تعد هذه الاستراتيجية من الاستراتيجيات المبتكرة، وهي انشاء مشاهد خيالية أو حقيقية داخل ذهن أو عقل الطالب، حيث يتمكن من خلالها رؤية الأفكار التعليمية. على هيئة قصص أو صور داخل ذهنه كالحلم، أو من خلال عرض صور ثلاثية الأبعاد على أرض الواقع، ويفضّل البدء باستخدام هذه الاستراتيجية من المرحلة الابتدائية. ومن أهم أهداف التعلّم بالتخيّل :
– تعزيز وتقوية الانتباه عند الطالب حيث أن عملية التخيل تحتاج إلى تركيز عالي من الفرد على موضوع معين.
– نقل مجموعة واسعة من المعلومات المعقدة واسترجاعها من خلال تعزيز قدرة الطالب على تذكر التفاصيل المتعلقة بذاك المشهد أو الرسم البياني مثلا ً.
6- استراتيجية النمذجة :
في هذه الاستراتيجية يستخدم المعلّم نموذج أو مثال واضح حتى يتمكن الطلاب من معرفة ما هو متوقع منهم انجازه. ومن الأمثلة على استراتيجية النمذجة ارفاق ارشادات واضحة مع المهام المطلوبة من الطالب، ومن أهداف النمذجة :
– توفير الوقت حيث يتضمن تقديم أمثلة واضحة تقلل من شرح المعلّم المطول للمهمة.
– تسهيل المهام على الطلاب، اذ يبدأ الطالب مباشرة ًبالتفكير في جوهر المسألة وأساسها بدلا ًمن اضاعة الوقت والطاقة الذهنية لمعرفة ما يطلبه المعلّم.
7- استراتيجية التعاقد :
وهي الاستراتيجية التي تعتمد عادة ًعلى صياغة مجموعة من القواعد التي تبيّن أسلوب تعامل أعضاء الصف مع بعضهم البعض. بالإضافة إلى تحديد العواقب الناتجة عن عدم الالتزام بتلك القواعد حيث أن هذه القواعد تُوضع من قبل الطلاب ويتم مناقشتها وتنظيمها من قِبل الطلاب والمعلّم. ومن أهداف استراتيجية التعاقد :
– سماع مختلف وجهات النظر من الطلاب وتقييمها، وإعطاء الحق لكل طالب في الكلام.
– تحمل الطلاب مسئولية أنفسهم، وكذلك مسئولية بعضهم البعض داخل المجموعة.
8- استراتيجية التدريس التبادلي :
وتعني قيام كل من الطلاب والمعلمين بأداء دور المعلّم بالمشاركة، بمعنى آخر يصبح بإمكان كلا الطرفين من أخذ دور القيادة في مناقشة موضوع معين. ويتضمن التدريس التبادلي 4 طرق للمناقشة وهي: التنبؤ، تطوير الأفكار، خلق الأسئلة، تخليص المعلومات وتوضيحها. وتكمن أهداف التدريس التبادلي فيما يأتي :
– امكانية استخدام هذه الاستراتيجية في مجموعة واسعة من المجالات كالكتب الدراسية وغيرها.
– تعزيز قدرة الطالب على تحديد الأفكار المهمة من القراءة وذلك من خلال الطرق الأربعة المذكورة أعلاه.
9- استراتيجية حل المشكلات :
يقوم المعلّم من خلال هذه الاستراتيجية بتعليم الطلاب مهارات حل المشكلات على أن يكون المعلّم مجيدا ًلهذه المهارة أولا ً، وقادرا ًعلى توضيح مبادئها. بحيث يمكن تقديم نموذج للطالب يوضح الطريقة المنظمة لحل المشكلات، ومساعدتهم في فهم المشكلة وطرح الأسئلة وابداء الآراء والاقتراحات بشأنها. وفيما يلي أهم أهداف هذه الاستراتيجية :
– تطوير مهارات الطالب في حل المشاكل، ليس في المساقات الدراسية فقط إنما على نطاق واسع.
– تعليم الطالب الصبر.
– تعزيز قدرة الطالب على التفكير والمجازفة.
10- استراتيجية التعليم الالكتروني :
وهي الأسلوب التعليمي الذي يعتمد على الحاسوب أو الهاتف الذكي وشبكة الانترنت في تدريس الطلاب، ومن أبرز أهدافه :
– تشجيع الطلاب على مزيد من البحث والتحري بحيث يتيح الانترنت مساحة واسعة للتعلّم والاستكشاف السريع.
– مراعاة الاحتياجات الخاصة بكل طفل وتلبيتها وذلك من خلال التنوع الذي تقدمه شبكة الانترنت، اذ أن هناك طلاب يفضّلون التعلم السمعي، وآخرين يفضّلون التعليم البصري. وهذه جميعها يوفرها التعليم الالكتروني.