مبادئ تعليم الكبار

تعليم الكبار يتعلم الكبار بطريقة مختلفة عن الأطفال، وهناك مبادئ خاصة بتعليم الكبار حتى نستطيع نقل المعلومات بفاعلية إما عبر برنامج تعليم مخصص أو مساعٍ مؤسساتية أخرى. وسوف تحصد الشركات التي تُطبق هذه المبادئ بنجاح فوائد ستتجلى في قوة عاملة ذات خبرة.

ويجب أخذ هذه المبادئ في الحسبان في أثناء انشاء أي نوع من البرامج التعليمية في الشركات، ويجب تطوير مصادر التعلّم باستخدامهم. وهذه المبادئ هي :

1- امتلاك الكبار حس أعلى بالتوجيه الذاتي والدوافع :

بطبيعة الحال المتعلمين الكبار موجهون ذاتيا ًومندفعون أكثر بكثير من المتعلمين الصغار، بحيث يقدر الكبار على التعلم لرغبتهم في ذلك. وليس لأن أحدا ًآخر أجبرهم أو أملى عليهم فعل ذلك، ولكن يجب أن يحمل التعلّم للكبار قيمة وفائدة وهدف منشود. لذلك يجب اظهار قيمة المحتوى وفائدته حتى يتفاعل معه المتعلمون أكثر وإلا سوف يفقدون الاهتمام بسرعة.

– طريقة تطبيق هذا المبدأ في التدريب: يعتبر التعلم الالكتروني بيئة مثالية لهذا النوع من التعلم حيث أنه يتيح للموظفين اتباع أساليب التعلّم الحديثة والمرنة. كما يتيح لهم الوصول إلى الخدمات التي تجمع المعلومات، وأيضا ًتوصي بمحتوى تعليمي يسد الثغرات في معرفتهم. وبذلك يتم تقديم محتوى مصمم خصيصا ًوفقا ًلحاجات كل فرد.

– نصائح استخدام هذا المبدأ: > جمع مسارات التعلم المصممة لشركتك حتى تخدم المتعلمين بشكل أفضل.

> استخدام نتائج التعلم لعرض فوائد وقيمة المادة التعليمية.

> جعل الوصول إلى المعلومات بسيط وسهل حتى تساعد الموظفين على بدء التعلّم.

2- استخدام الكبار تجارب من حياتهم الواقعية لتسهيل التعلّم :

اذ أن الكبار يمتلكون خبرات أكثر من الصغار ويعتمدون على هذه الخبرات جدا ًفي أثناء التعلّم، ويستفيدون من البرامج التعليمية التي تدرك هذا. اذ أن استمداد الأمثلة من الحياة الواقعية والمواقف المناسبة يعمّق فهم الموضوع ويساعد على استيعاب المعلومات بسرعة أكبر. ولكن هناك جانب سلبي في هذا المبدأ وهو أنه يكون التجارب التي يعتمد عليها المتعلم قديمة أو خاطئة أو غير مكتملة. لذلك يجب على المتعلّم أن يدرك التحديات التي تواجهه، ويفهم كيفية البحث عن المصادر وآراء الخبراء والكتب المناسبة.

– طريقة تطبيق المبدأ: يمكن استخدام خاصية التعلم الاجتماعي والتي تقول أن المتعلّم يجمع ما بين خبراته الشخصية وملاحظاته حتى يستوعب المفاهيم بشكل أفضل. مما يُتيح له التدريب عبر منصات التعلم الالكترونية والتي تقدّم مواد تعليمية مصمّمة باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

– نصائح الاستخدام: > تقديم تدريب على التحيز حتى تساعد المتعلّم في فهم كيفية اكتساب معلومات جديدة قد تتعارض مع تجاربهم السابقة.

> تطوير مواد تدريبية تعتمد إلى حد كبير على مواقف سيواجهها المتعلّم في حياته اليومية.

3- تركيز الكبار على تحقيق أهدافهم :

يحتاج الكبار إلى معرفة أن المعلومات سوف تساعدهم على تحقيق أهدافهم سواء كانت شخصية أم مهنية، لذلك على المدرّب أن يتذكر ذلك أثناء تصميم البرامج التعليمية. كما يجب عليه أن يقدّم العديد من الأدوات والمعلومات التي تساعد المتعلّم على تحقيق أهدافه، اذ أن دور المتعلّم هنا أيضا ًدورا ًرئيسيا ً. بحيث يجب عليه تحديد أهداف واضحة لنفسه وقابلة للتحقيق، وأن يكون مندفعا ًنحو التفاعل مع المحتوى التعليمي لبلوغها.

– طريقة تطبيق المبدأ: يمكن استخدام “التعلم القائم على المشاريع” للاستفادة من هذه الحاجة لتحقيق الأهداف، اذ سوف تتمكن من تشجيع تطوير المعرفة والمهارات. والعمل الجماعي عند مجموعة معينة من المتعلّمين من خلال تحديد هدف واضح وقابل للتحقيق على شكل مشكلة يجب عليهم حلها. ويمكن استخدام أسلوب “التلعيب” والذي تتجه الكثير من الشركات لاستخدامه في التدريب الالكتروني حتى تشجع التعلّم القائم على المشاريع.

– نصائح الاستخدام: > تعليم المتدربين على وضع الأهداف الذكية.

> الحرص على أن تكون المعلومات المقدّمة لها علاقة بمنصب التعلّم الحالي والتحديات التي تواجه العمل.

> اظهار قيمة المعلومات بوضوح، فعندما يتمكن المتعلّم من رؤيتها من البداية سوف يتمكن من تطبيقها لحل مشكلاته في الحياة الواقعية .

4- حاجة الكبار إلى معرفة صلة المعلومات بحياتهم :

ينبغي على المدرّب أن يسلط الضوء على علاقة المعلومات التي يقدّمها البرنامج بالمتعلّم حتى تشد اهتمامه، لذلك يجب لفت انتباههم إلى الفوائد قصيرة وطويلة الأمد. للتفاعل مع المحتوى بطريقة تدفع المتعلّم إلى تكريس نفسه للتعلّم والمعرفة.

– طريقة تطبيق المبدأ: يتناسب مبدأ “اندراغوجيا” مع هذا المبدأ بحيث يمكن تطوير بيئة تقدّم للمتعلمين معلومات ذات صلة يحتاجونها خلال مسار تعلّمهم. باستخدام بعض المصادر كالدورات التدريبية أو الفيديوهات أو التطبيقات والتي توضح جميعها صلة المعلومات التي يحتويها النشاط التعليمي.

– نصائح الاستخدام: > عرض الفوائد قصيرة وطويلة الأمد للمتعلّم في أنواع المحتوى التعليمي كافة ً.

> تقديم أنواع متعددة من المحتوى بطريقة تسمح للمتعلّم بالتفاعل مع النوع الذي يناسبه.

> ربط المواد التعليمية بكل منصب عبر تخصيص مسارات معينة للتعلّم.

5- المتعلّمون الكبار أشخاص عمليون :

في أثناء تطوير أي برنامج تدريبي لابد من تطبيق المعارف التي يكتسبها المتعلّم خلاله على الفور، بحيث يتعلم الكبار بسرعة أكبر ويتذكرون بشكل أفضل. حينما يتم تطبيق المعلومات الجديدة في مناصبهم فورا ً، وبناءً على ذلك يجب أن تُصمم المواد التعليمية بشكل يجتوي أمثلة عملية ومواقف من الحياة الواقعية لحل المشكلات.

– طريقة تطبيق المبدأ: يتماشى هذا المبدأ مع “التعلم التجريبي” والذي بدوره يشدد على التعليم العملي واستخدام التجارب لاكتساب العلوم والمعرفة بشكل كامل. حيث يمكنك تصميم تجربة تعليمية تتمحور حول المعرفة التي ترغب في تقديمها للمتعلمين بأساليب مختلفة.

– نصائح الاستخدام: > التركيز على تقديم معرفة ما يمكن استخدامها فورا ًمن قبل المتعلم في دوره الوظيفي.

> تخصيص وقت بعد اكتساب المعرفة لتدريب المتعلّمين على مهاراتهم الجديدة .

** وهناك العديد من نظريات ومبادئ تعلّم الكبار التي يمكن أن تساعد الشركات على تحسين برامجها التدريبية والتي ذكرنا بعضا ًمنها في هذا المقال. ويمكن أن تساعدك على فهم كيفية تطبيق هذه المبادء في برامج التدريب التي تقدّمها شركتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *