تسهم العلاقة السوية الصحية بين الطالب والمعلم في تعزيز الايجابية في التعاملات، والتحلي بالعدالة عند تنفيذ القواعد واللوائح. وتزويد جميع الطلاب بتقييم عادل قدر المستطاع، وتعزيز احساس الطلاب بأهميتهم، كما يمكن للمعلّمين أيضا ًالاستفادة من العلاقات الايجابية مع طلابهم في جعل التدريس أكثر متعة وفعالية .
وتؤدي العلاقات الايجابية بين المعلم والطالب إلى التحصيل العلمي اذ أنّ :
– بناء المعلّم علاقات ايجابية مع الطلاب والقيادة بدور الموجّه لهم هو وسيلة ممتازة لمكافحة التغيب المزمن عن المدرسة، مما يجعل الطلاب أكثر حماسا ً.لحضور الفصول الدراسية مما يؤدي إلى تحسين مشاركة الطلاب في البيئة التعليمية وذلك يؤثر ايجابيا ًعلى التحصيل الدراسي .
– غياب بعض الطلبة لا سيّما في المرحلة الابتدائية دون عذر يؤدي إلى انخفاض الدرجات وتدني مستوى التحصيل العلمي. فمن خلال تحفيز الطلاب على العمل الدؤوب وتفويت عدد أقل من الدروس يمكن أن تمنع الطلاب المتغيبين من التخلف وسد الفجوة في التعليم. وتعد هذه من أطول الطرق التي يمكن للمعلّم أن يؤثر بها على انجازات الطلاب ونجاحهم .
– الاتصال الشخصي من قِبَل المعلّم مع الطلاب يؤدي إلى زيادة الدافع الذاتي لديهم للتعلم، مما يطوّر من حب التعليم عندهم والذي سوف يفيدهم طوال حياتهم .
أهمية العلاقات الايجابية بين الطالب والمعلّم في العملية التعليمية :-
تتمثل أهمية العلاقات الايجابية فيما يأتي :
1- إن العلاقة بين الطالب والمعلم لها تأثير كبير في مسار النجاح التعليمي للطلاب ونموهم الاجتماعي، حيث تساعد انشاء العلاقات الايجابية بين الطالب والمعلّم. على الشعور بمزيد من الراحة والأمان في بيئة الفصل الدراسي .
2- مشاركة الطلاب في الأنشطة الصفيّة التعليمية والتي تحفّزهم على التفاعل بشكل حماسي فيما بينهم مما يساعد في حصول الطالب على درجات عالية. لذلك ينبغي على المعلّم بناء علاقة قوية مع الطلاب وذلك من أول يوم في العام الدراسي .
3- تعد العلاقة الايجابية بين الطالب والمعلّم بمثابة حجر الزاوية في عملية النضج الاجتماعي للطلاب، اذ أن تكوين علاقة ايجابية مع المعلّم. يسمح للطلاب بتعريف أنفسهم والتكيف مع بيئتهم، وكذلك تنمية ذكائهم العاطفي والاجتماعي، وذلك الأمر يتطلب مزيدا ًمن الشجاعة والتصميم من أجل مخاطبة المعلّم على انفراد. واخباره بمدى أهمية الأداء الجيد داخل الصف الدراسي بالنسبة لهم حيث يقدّر المعلّمون هذا التواصل .
4- تعتبر العلاقات الايجابية مع المعلمين من عوامل تغيير قواعد التعلّم لدى الطلاب .
5- تعمل العلاقات الاجتماعية على تنمية ورفع مستوى الذكاء العاطفي والذي بدوره يزداد عندما يواجه الطلاب تحديات في الأداء والعمل. بأفضل ما يملكون من مهارات وسط بيئة آمنة ومنظّمة .
6- وجود علاقة جيدة بين الطلاب ومعلميهم أمر بالغ الأهمية بالنسبة للطلاب الذين يعانون المصاعب في المدرسة من أجل نجاحهم. اذ أن هذه العلاقة تساهم في تحسين عملية التعلّم وتعليم الطلاب .
7- التغلب على المشكلات السلوكية والتي تنتج عن شعور الطلاب خاصة ًالأطفال منهم بالغربة عن المجتمع المحيط بهم. وكون المعلّم ودودا ًهادئا ًوقريبا ًمن الطلاب يساعده في فهم الخلفية الاجتماعية لكل طالب مما يسهّل عليه التعامل معهم وانشاء علاقات ايجابية معهم .
8- تحسين الصحة العقلية للطالب والتي بدورها تؤدي إلى تقليل التوتر والقلق خاصة ًللطلاب الذين يعانون من اضطرابات مختلفة. فيجب على المعلم في هذه الحالات مساعدتهم على الاندماج في بيئة الصف الدراسي، وقد يعتبر الطلاب المعلّم مصدر الحماية الوحيد لهم إلى جانب والديهم .
التحديات التي تواجه العلاقات الايجابية بين المعلّم والطالب :-
– من أهم المشاكل التي تواجه العلاقات بين المعلّم والطالب هي التغيب المزمن، أو الغياب لمدة خمسة عشر يوما ًعلى الأقل في العام الدراسي. ويعتبر هذا أمر شائع بشكل متزايد بين الطلبة اذ أن نتائجه وخيمة ومثيرة للقلق خاصة ًفي المراحل الأساسية. حيث يؤدي التغيب المزمن إلى ارتفاع معدلات التسرب من المدرسة الثانوية لاحقا ً ما يترتب عليه عدم وجود الطالب في الصف الدراسي. مما يؤدي إلى صعوبة بناء علاقات مع مثل هؤلاء الطلبة أو يصبح الأمر أشبه بالمستحيل .
– بعض الطلاب يواجهون صعوبة في الثقة بالمعلمين بسبب عقاب قد تعرضوا له من قِبلَ المعلّمين أو الأشخاص الأكبر منهم سنا ً. وينطبق ذلك أيضا ًعلى الطلاب الذين عاملهم المعلّم سابقا ًبشكل غير عادل .
– عدم معرفة المعلّم الكافية بأمور الطلاب وظروفهم الاجتماعية، اذ أن الطلاب يواجهون الكثير من المشاكل في العائلة أو من الناحية الاقتصادية. مما يؤدي بهم إلى بناء علاقات سيئة مع المعلّم التربوي، ومع من حولهم .
– نظر بعض المعلّمين إلى الطلاب بتحيزات شخصية مختلفة، والتصرف معهم بناء ًعليها، فقد لا يتمكن هؤلاء الطلاب من الوصول إلى الدعم التعليمي. الذي يحتاجونه من أجل النجاح وبناء علاقات سوية مع معلّميهم .
– وجود الاضطرابات السلوكية أو التعليمية والتي تجعل من الصعب على المعلمين والطلاب فهم بعضهم البعض، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى باتعاد المعلّم عنهم .