كيف يمكن للتعلم الحسي الحركي أن يساعدك على التعلم بفاعليّة ؟

الحسي الحركي

التعلم الحسي الحركي | ربما تكون قد سمعت عن أساليب التعلم، حيث بدأت هذه الأساليب في التسعينيات وما زالت تُستخدم حتى اليوم لتحديد أسلوب تعلم الأشخاص. وهناك أربعة أنماط تعلم رئيسية وهي :

1- التعلم البصري: يحب المتعلمون المرئيون رؤية المعلومات الجديدة، اذ أنهم يفضلون المخططات والرسوم البيانية والأفلام على قراءة المعلومات أو سماعها .

2- التعلم السمعي: ويفضل المتعلمون السمعيون سماع المعلومات الجديدة، كما يميلون إلى الانجذاب إلى الموسيقى والكتب الصوتية .

3- القراءة/الكتابة: ويفضل متعلمو هذا النمط التركيز جيدا ًعند قراءة معلومات جديدة ومعالجة هذه المعلومات بسهولة من خلال تدوين الملاحظات .

4- التعلًم الحسي الحركي: وينجذب المتعلمون هنا إلى الحركة ويميلون إلى الخروج عن مقاعدهم لاستكشاف معلومات جديدة مكانيا ًوجسديا ً.

وسوف نتعلم في مقالنا هذا على أسلوب التعلّم الحسي الحركي، وكيف يمكنه أن يساعدك على التعلم بفاعليّة، فما هو التعلم الحركي ؟

التعلّم الحركي هو مجموعة من العمليات الداخلية المرتبطة بالممارسة أو التجربة والتي تؤدي إلى تغييرات دائمة نسبيا ًفي القدرة على اتقان السلوك. اذ يستجيب دماغنا للمعلومات الحسية سواء من خلال ممارسة شيء ما أو تجربة مهارة معينة تسمح بتطور مهمة حركية. وأيضا ًتعزز القدرة على انتاج مهارة حركية جديدة، ويحدث ذلك كله بسبب أن الجهاز العصبي المركزي يسمح بحدوث ذلك قبل أي شيء آخر .

ومن أهم الأمثلة على ذلك هي المهارة الأولى التي تعلمها البشر وهي المشي، فبينما يعتقد الكثير من الناس أن الطفل قد بدأ في محاولة المشي بطريقة تلقائية. هناك الكثير من العمليات المعقدة التي تحدث في الجهاز العصبي لإتقان هذه المهارة .

مراحل التعلّم الحركي :-

اكتشف الباحثون على مر السنين أن هناك ثلاثة مراحل للتعلّم الحركي، والتي يمكن من خلالها اكتساب المزيد من المعرفة، وهذه المراحل هي ما يلي :

1- مرحلة التعلّم المعرفي: وهي المرحلة الأساسية التي يحدث فيها القدر الأكبر من التعلّم، وفي هذه المرحلة أيضا ًلا نهتم كثيرا ًبشأن كيفية القيام بالمهارة بطريقة سليمة. وإنما نهتم أكثر بالسبب الذي يكلّفنا عناء ومشقة تعلّم المهارة، فبمجرد فهم ذلك نستطيع البدء في التجربة والممارسة. حتى ولو كان لمرات قليلة على الأقل بدلا ًمن اتقانها نظريا ً.

كما تعتمد هذه المرحلة على التوجيه اعتمادا ًكبيرا ً لذلك يجب أن يكون هناك كوتش أو مدرّس يوفّر بيئة تعليمية مناسبة خالية من المشتتات. وأيضا ًيجب أن تُستخدم فيها العناصر المرئية، ويشجّع المعلّم على اجراء  التجارب وارتكاب الأخطاء لتوجيه عملية التعلّم .

2- مرحلة التعلّم الترابطي: وفي هذا المرحلة نكون قد فهمنا المحتوى التعليمي فهما ًجيدا ًوعرفنا كل ما ينبغي القيام به لأداء مهارة معينة. وهنا يأتي دور الممارسة، ولكن تكمن المشكلة في عدم قدرتنا على أداء هذه المهارة بإتقان وبراعة كما يفعل الآخرون. بمعنى أننا نعرف ما نريد فعله ولكن لا نعرف كيف نفعله جيدا ً، فالممارسة تؤدي إلى الكمال، أي كلما مارسنا أكثر تمكنّا من صقل هذه المهارة وتعزيزها .

3- مرحلة التعلّم المستقل (الذاتي): وعند الوصول إلى هذه المرحلة نستطيع فعل كل شيء تعلمناه بتلقائية إلى حد ما ويستمر هذا على الأمد البعيد. فقد يكون بالإمكان التحسن أكثر ولكن لسنا بحاجة إلى التفكير كثيرا ًقبل أداء مهمة معينة حيث تصبح أجسامنا متكيفة على القيام بذلك .

مبادئ التعلّم الحركي :-

تعتبر مبادئ التعلّم الحركي قليلة ومتباينة فيما بينها، وهناك اجماع على أن تعلّم مهارة حركية جديدة يعتمد على الطريقة التي نمارسها بها، لا على الوقت المستغرق في الممارسة. وقد اكتشف بعض العلماء أن اجراء أي تغييرات على طريقة ممارستك يمكنه أن يعزز تجربة تعلمك إلى حد بعيد .

وبناءً على ذلك تركّز المبادئ الأساسية على منهجية التعلّم، وتضمن متابعة مراحل التعلّم الثلاث والتي تعد بسيطة من حيث مفهومها. ويعد المبدأ الأساسي للتعلم الحركي هو تعزيز المهارة لدرجة تجعلنا نطبّقها بلا وعي .

كيف يمكن للتعلّم الحسي الحركي أن يساعدك على التعلّم بفاعلية ؟

إليك قائمة بالطرائق التي يمكن من خلالها تحقيق الاستفادة القصوى من أساليب التعلّم الحركي في التعلّم، وهي كما يأتي :

1- النهوض: وهو أبسط طريقة للتعلم الحركي، لذلك تستطيع الابتعاد عن مكانك، والمشي في أثناء التفكير بشيء ما. فالخطوة الأولى في التعلّم الحركي هي النهوض والبدء بالتحرك .

2- التحرك في المكان: والطريقة الثانية للتعلّم الحركي هي التحرك والتجول في أثناء حفظ المعلومات أو معالجتها أو محاولة حل المشكلات .

3- جعل الأمر ملموسا ً: يمكن جعل الأشياء ملموسة لجعل التعلم الحسي أكثر فاعلية وذلك من خلال دمج الأشياء التي يمكن تحريكها. أو استخدام بطاقات فهرسة وتعليقها على الجدران، أو تصميم مجموعة من البطاقات التعليمية لحفظ الأشياء الجديدة. فكلّما كان الأمر ملموسا ًكان التعلّم أفضل .

4- الجمع بين الحركات والأفكار: ويمكن التعلّم حسيا ًوحركيا ًمن خلال الجمع بين الحركات والأفكار، فإذا كنت تحاول تذكر بعض الأحداث. فيمكنك ربطها مع حركات محددة حتى تجعلها أكثر قابلية للتذكر .

5- المشي أثناء العمل: يعد المشي وسيلة رائعة للتخلص من العوائق، ففي حال الشعور بالممل أو التعب يمكنك المشي لتفريغ طاقتك والاستمرار في التعلّم والمعالجة والابداع .

وفي الختام قد تعتبر نفسك أنك لست متعلما ًحسيا ًحركيا ً، ولكن ذلك لا يعني أن تقنيات التعلم الحسي لا يمكنها مساعدتك على التعلّم بشكل أفضل. اذ يعد التحرك والقيام ببعض الممارسات طرق رائعة لإشراك أجزاء من الدماغ في عملية التعلّم، لذلك تحرّك وغيّر مكانك لتجعل التعلم الحسي مفيد لك أكثر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *