إن أساس التعليم الجيد هو طريقة تعامل الأستاذ مع طلابه في الفصل الدراسي، فلابد من أسلوب جيد حتى يستطيع ايصال المعلومات إلى أدمغة الطلاب. سواء الأطفال أو المراهقين منهم .
وأيضا ًمن ركائز التدريس الصحيحة قيامه على علاقة سويّة سليمة بين المعلم والطالب، بحيث يعرف فيها الطالب واجباته بشكل جيّد وتتحقق بها كرامته الانسانية. كما تحفظ للمعلم مكانته السامية الرفيعة، وتُبقي على تميزه، ولكي تبقى هذه العلاقة سوية يجب الحرص على توافر المعايير التالية في العلاقة بين المعلم والطالب .
معايير العلاقة بين المعلم والطالب :-
1- قيامها على الاحترام المتبادل بين المعلّم والطالب .
2- ارتكازها على الأخلاق الحميدة الأصيلة .
3- جعل العملية التعليمية قاسم مشترك في هذه العلاقة، مما يحقق النفع والافادة للطالب بالتعلم، ويؤدي المدرّس فيها رسالته على أكمل وجه .
4- احتفاظ المعلمة بمكانته السامية وقيمته العليا كحامل لرسالة العلم، بما يحفظ هذه الرسالة من أي اساءة أو تشويه .
أهمية العلاقة الجيدة بين الأستاذ والطلاب :-
يمكن أن يكون للعلاقة بين المعلمين والطلاب تأثير دائم على الطالب فقد تبين أن المعلم الذي تربطه روابط قوية مع طلابه أكثر فعالية من غيره في أداء دوره في التدريس. كما تسهم هذه العلاقة في خفض مستويات المشاكل داخل الصف الدراسي، ونذكر فيما يلي أهمية هذه العلاقة الجيدة بين الأستاذ وطلابه :
1- تحسين النجاح الأكاديمي: إن العلاقات القوية بين المعلم وطلابه يمكن أن يكون لها تأثير كبير على النجاح الأكاديمي. فعندما ينظر الطلاب إلى معلميهم على أنهم شركاء أو أصدقاء وليسوا خصومهم يصبحون أكثر انفتاحا ًفي التعلم. بالإضافة إلى أن هذه العلاقة تحوّل الفصول الدراسية إلى بيئة تعاونية يكون فيها الطالب اكثر استعدادا ًللاستماع إلى المعلم وإلى زملائه الآخرين .
2- منع المشاكل السلوكية في الفصل الدراسي: يشعر بعض الطلاب بالانعزال عن محيطهم في بعض الفصول الدراسية خاصة ًاذا كان هؤلاء الطلاب. من طبقة اجتماعية أو اقتصادية أقل من بقية الطلاب مما يجعلهم يشعرون أن جو المدرسة غير مريح وأن الدراسة غير مفيدة لهم. وذلك من خلال بناء علاقة أقوى مع الطلاب ومساعدتهم على الشعور بأنهم جزء من مجموعة الصف بدلا ًمن شعورهم بأنهم غرباء في الفصل الدراسي .
3- المساعدة في بناء الطالب داخل وخارج الصف: اذ أن بناء الأطفال وتنميتهم يشمل العديد من المجالات المختلفة والتي تعتمد على النمو العاطفي والأكاديمي والبدني والروحي. ولكن للأسف نجد أن بعض المعلمين يركزون فقط على النمو الأكاديمي في الفصول الدراسية.
فعندما يتمكن المعلم من قضاء بعض الوقت في بناء علاقة أقوى مع طلابه يستطيع إنشاء فهم أقوى لما يحتاجه الطلاب لتحقيق مستويات أعلى من النمو. وذلك من خلال تكييف أنشطة الفصل الدراسي لتلبية احتياجات الطلاب بشكل أفضل ومساعدتهم على النمو والبناء خارج النطاق الأكاديمي .
4- تحسين موقف الطلاب من الوظائف: لا يفهم العديد من الطلاب أن العمل المدرسي مفيد لهم للمستقبل وعلى المدى الطويل رغم أنه غير ممتع. فغالبا ًما ينظر الطلاب إلى هذه الوظائف بطريقة سطحية على أنها غير ممتعة ولا تقدم أي فائدة. فالحل هو بناء علاقة أقوى مع الطلاب مما يساعد المدرسين في تعزيز الطلاب ومساعدتهم في التعرف على قيمة عملهم .
بعض الأمور التي يمكنك القيام بها كي تحسن علاقتك كمعلم مع طلابك :-
فيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن يستخدمها المعلمين كي يعززوا علاقتهم معهم ضمن الفصل الدراسي:
– وضع هيكل للفصل الدراسي: من الضروري أن يقوم المعلم بتحديد بنية وهيكلية الفصل الدراسي في وقت مبكرة من خلال تحديد توقعات واضحة لما سيحدث خلال العام الدراسي. ومن المهم أيضا ًأن يرى طلابك أنك تتابعهم في كافة الأمور داخل الصف الدراسي .
– التعليم بحماس وشغف: يستجيب الطلاب بشكل ايجابي عندما يجدون المعلم متحمسا ًوشغوفا ًبالمحتوى الذي يدرّسه، فالإثارة والشغف معديان. فعندما يقدم المعلم محتوى الدرس بحماس، يشعر الطلاب بهذا الحماس ذاته مما يؤدي إلى ارتفاع كفاءة تعليمهم ومستواهم التعليمي .
– الحفاظ على السلوك الايجابي: من الضروري جدا ًألا تجعل مشكلاتك الشخصية تتداخل مع قدراتك على التدريس. لذا يجب على المعلّم أن يحافظ على سلوكه الايجابي داخل الصف مهما حدث، فالإيجابية تنتقل من الأستاذ إلى الطلاب. فإذا كان المعلم ايجابيا ً، سوف يسود جو ايجابي على الفصل الدراسي مما يجعل التعليم أفضل وأسهل بكثير .
– اضافة الحس الفكاهي على الدروس: يجب على المعلمين دمج الفكاهة في دروسهم اليومية، فيمكن أن تكون مشاركة مزحة مناسبة متعلقة بالمحتوى الذي تدرسه. مدخلا ًيساعد الطلاب في الاستماع والمشاركة والفهم بشكل أفضل، حيث سيتحول الفصل إلى فصل ممتع يحبه الطلاب ويرغبون التعلم فيه .
– جعل التعليم ممتعا ً: يحب الطلاب الدروس المبتكرة والجذابة التي تساعد في تسهيل وصول المعلومات إليهم وتخزينها. فيمكن اشراك الطلاب في الأنشطة التعليمية العملية التي يمكنهم من خلالها التجربة والملاحظة، مما يجعل الدرس ممتعا ًويحقق الفائدة المرجوة .
– استخدام اهتمامات الطلاب لصالحك: يمكنك القيام باستطلاعات رأي ضمن الفصل لتتمكن من معرفة اهتمامات طلابك وربطها بطريقة ابداعية مع الدروس. والمحتوى التعليمي الذي تقدمه لهم، وسوف تساعدك هذه العملية في زيادة مشاركة الطلاب وتفاعلهم في العملية التعليمية. وبالتالي زيادة فهمهم للمعلومات المطروحة داخل الفصل الدراسي . وفي النهاية يجب على المعلم أن يستمع جيدا ًلطلابه ويساعدهم في حل مشكلاتهم، وأن يبادر في السؤال عنهم عند غيابهم والاطمئنان عليهم. مما يسهم في تحسين نفسية الطالب وزيادة حبه وتقديره لمعلمه وذلك يؤدي إلى بناء علاقة جيدة سليمة بين المعلم وطلابه .