كيفية الاستفادة من معلمة تأسيس صف اول ابتدائي

الاستفادة من معلمة تأسيس تعتبر فترة الانتقال من مرحلة الطفولة المبكرة، صفوف الروضة والبستان، والالتحاق بالتعليم ضمن صفوف المدرسة الابتدائية وخاصة الصف الأول حدثاً انتقالياً هاماً في حياة الطفل يتطلب أن يعّد لها الطفل إعداداً خاصا، حيث يشير المعالج السلوكي والنفسي للأولاد والشبيبة، زيدون صبح، من طمرة إلى أن ‘هذه الفترة تعد من أهم المراحل لدى الأطفال والأهل، نحن ندخل لعالم جديد وغير معروف مما يؤديال إلى أحاسيس متناقضة لدى الطفل والأهل مثل الخوف والحماس، الضغط والراحة، الحيرة والأمان وما إلى ذلك’.

التربية والتعليم حلقتان لا يمكن فصلهما ولهما أسس أولية يقومان عليها لتحقيق أهدافهما، وكثيرا ما نسمع بالانعكاسات السلبية المترتبة على الخطوات العشوائية التي تهدد حياة الفرد بالخطر الخلقي أو الجسدي ويعتبر الصف الأول الابتدائي عالما جديدا في حياة الطفل الذي اعتاد على دفء حضن أمه ودلالها وابتسامتها.

فمعلم تأسيس الصف الاول الابتدائي له كل الأهمية في بناء شخصية الطفل.

الانتقال للصف الأول مصحوب بالارتباك:

يصف صبح حالة الطفل النفسية في هذه المرحلة بأنها متأثرة بمشاعر الارتباك في بداية الفترة الانتقالية، وذلك بسبب انتقاله من عالم الألعاب إلى عالم الدراسة الذي يتطلب منه اجتهادا ومثابرة.

وأضاف أن ‘هنالك صعوبة أخرى وهي السيطرة الذاتية، ففي الروضة كان الطفل يتحرك كثيرا والسيطرة الذاتية غير ناضجة، أما في المدرسة فعليه أن يسيطر على نفسه 45 دقيقة كل حصة وأن يلتزم بقوانين الصف والمدرسة. كذلك العامل الاجتماعي مهم ذلك أن الطفل يتعامل مع معلمة واحدة في مرحلة ما قبل الصف الأول وفي قاعة صف واحدة، بينما في المدرسة فهم يندمجون مع أطفال غيرهم مما يؤدي لتعلم العديد من المهارات الاجتماعية مثل فن الاتصال، أسلوب الحديث وطرق حل المشاكل’.

صفات معلم الصف الأول:

  • المعلم المفكر في المستقبل بوعي واهتمام.
  • المعلم الملم بقدرات الصغار ومهاراتهم المختلفة.

اليات تربوية لدعم الطلاب في فترة الانتقال للصف الأول:

  • خفض درجة التوقعات.
  • عدم إخافة الأولاد بالمدرسة.
  • قراءة قصص وعرض أفلام عن المدرسة.
  • تعليم الطفل المسؤولية منذ البداية.
  • بناء شخصية الطفل الاجتماعية والعاطفية والعقلية هي الأهم.
  • اشتياق الطفل لفترة اللهو والمرح.
  • الحوار مع الطفل آلية أساسية للدعم.
  • نريد بناء شخصية للطفل وليس إلغاء طفولته.
  • محب للحياة.

وسوف نتحدث عن ذلك بالتفصيل وهي/

خفض درجة التوقعات

وأضاف أنه ‘يجب خفض درجة التوقعات فلا يستطيع جميع الطلاب الحصول على أعلى العلامات، ولذلك علينا أن ننمي قدرات أطفالنا حسب إمكانياتهم وليس حسب توقعاتنا وما نريد نحن كأهل منهم، ذلك أن رفع نسبة التوقعات من الطفل ستشعره بالإحباط في حال عدم تمكنه من تحقيقها، وقد يؤدي هذا الإحباط إلى تطوير اعتقاد ذاتي سلبي عند الطفل’.

عدم إخافة الأولاد بالمدرسة

وأشار صبح إلى أن ‘قسما من الأهل وبشكل غير متعمد يصدر بعض الأقوال التي لا يعرف مدى تأثيرها على نفسية الطفل، مثلا ‘كيف بدك تدبر حالك؟’ و’كيف بدك تروح المدرسة وأنت تبكي؟’. لهذا على الأهل الحرص كل الحرص باختيار الكلمات المدروسة وخاصة عندما نتحدث عن اطفالنا امام غيرنا’.

قراءة قصص وعرض أفلام عن المدرسة

 ومن أكثر الآليات التربوية التي قد تزيل الشعور بالخوف عند الطفل في هذه المرحلة يرى صبح أنه ‘على الأهل مواكبة عالم الأطفال، لا يعني دخول الطفل للمدرسة انتهاء عالم الطفولة المبكرة بل العكس لذلك يجب مواصلة قراءة القصص، ومن المفضل أن يزور الطفل مدرسته ويدخل إلى صفه قبل بداية المدرسة، أو أن يحضر أفلاما عن المدرسة لكي نساعده على التقليل من نسبة الضغط الذي يراوده، فمن المهم جدا عدم زيادة الضغط من خلال تجهيزه قبل دخوله للفترة التعليمية لمواد الصف الأول ذلك أنه من الممكن أن يشعر الطفل بالملل وينتج لديه اعتقاد بأنه قادر على إنجاز كل أمر، مما يؤدي إلى استهزائه بزملائه في الصف، مما قد يتسبب بالتأثير على عالمه الاجتماعي فينبذه أصدقاؤه’.

تعليم الطفل المسؤولية منذ البداية

وأكد صبح أنه ‘على الأهل تشجيع الطالب في هذه الفترة والإيمان بقدراته، حيث يتم تعليمه منذ بداية السنة الدراسية كيف يرتب حقيبته وبأنه قادر على ترتيبها، وألا يقوم الأهل في ذلك بلا منه، كذلك أن يقوم بحل وظائفه مع تشجيعه عندما يجد بعض الصعوبات وليس توبيخه أو تهديده. كما أنه على المعلمة أو المعلم اعتبار أنفسهم شركاء في هذه المرحلة وليسوا منافسين، وأن يتنبه الأهل لحديثهم عن المعلمة أمام أبنائهم، مثلا ألا يقولوا ‘ليش هاي المعلمة بتعطي وظائف كثير؟’ فسلطة المعلمة أمام الأولاد مهمة جدا، ولا نريد لابننا أن يتجاوز الحدود أمامها’.

بناء شخصية الطفل الاجتماعية والعاطفية والعقلية هي الأهم

واعتبر صبح ‘مرحلة الانتقال إلى الصف الأول ذات أهمية على مستقبل الطفل، ولكنها ليست الأهم في حياة أولادنا، فالعلامات المرتفعة لا تعني حتما النجاح المؤكد في الحياة المستقبلية، ولكنها مقياس ودليل على ذلك، فكم إنسان ناجح بحياته دون أن يتعلم التعليم العالي. من هنا أود التنبيه أن التعليم مهم جدا بحياتنا، ولكن من خلال عملي مع الأولاد والشبيبة، ومن خلال المحاضرات وورشات العمل التي أقدمها للأهل والأبناء أرى أن بناء شخصية الطفل الاجتماعية والعاطفية والعقلية هي الأهم’.ويمكن للمعلم الخصوصي بناء شخصية الطفل

اشتياق الطفل لفترة اللهو والمرح

وأكدت كذلك المستشارة التربوية، لينا طنوس، من جديدة المكر أن الطفل في فترة الانتقال للصف الأول يشتاق إلى مرحلة اللهو والمرح ولعبته، فهو يشعر بالخوف بسبب انتقاله من مرحلة عدم المسؤولية لمرحلة المسؤولية وبناء الشخصية الذاتية، والخوف من الانتقال من مرحلة التعلق بالمعلمة إلى مرحلة الاستقلالية، كما يتأثر الطفل في هذه المرحلة من تخوف الأهل الذي قد ينعكس سلبا عليه، فشعور الأهل بالقلق على ابنهم في كيفية نجاحه وتأقلمه مع الفترة الجديدة قد تزيد من مخاوف الطفل’.

الحوار مع الطفل آلية أساسية للدعم

وتنصح الأخصائية التربوية، طنوس، الأهل بمشاركة أطفالهم بمخاوفهم ومشاعرهم من خلال الحوار الدائم والتحدث عن هذه الفترة بتعزيز ثقة الطفل بنفسه مع عدم تجاهل أن الطفل سيرجع إلى اللهو في فترات معينة، لهذا يجب عدم الضغط عليه بل تفهم الضغوطات التي يعيشها، ومحاولة دعمه في الانتقال إلى الصف الأول بشكل تدريجي.

فالمعلم الخصوصي له القدرة على ذلك

نريد بناء شخصية للطفل وليس إلغاء طفولته

وتوصي طنوس طاقم المعلمين/ات باستخدام أدوات مناسبة للأطفال خاصة في الصفوف الأول والثاني والثالث التي تُخرج الأطفال إلى أجواء من المرح والرفاهية، ويجب منح الطفل الحق في أن يعيش طفولته، وعدم التصرف معه بصرامة وإرغامه على تطبيق التعليمات والقوانين. نعم نحن نريد بناء شخصية الطالب، ولكن ليس من خلال إلغاء طفولته، فبعض الطلاب قد يواجهون صعوبات لا يمكن التغلب عليها في الفترة الأولى من الانتقال للصف الأول’.

محب للحياة

 وأشارت طنوس إلى أنه ‘إذا كانت مرحلة الانتقال للصف الأول سليمة ولم تترك خدوشا في شخصية الطفل فإنها ستجعل من شخصيا الطفل شخصا يحب الحياة وشخصية متفائلة، ولكن للأسف يوجد الكثير من الطلاب المظلومين الذين لا يتنبه إليهم أحد، وقد يصل الطلاب إلى مراحل متقدمة من التعليم وهم يعانون من كدمات نفسية بسبب فترة الانتقال هذه، وقد ترافق هذه الكدمات النفسية الطفل حتى بعد النضوج وبعد أن يصبحوا آباء وأمهات مما قد يؤثر على حياتهم وتعاملهم مع الآخر وعلى أبنائهم، بهذا فلندعم طلابنا باجتياز هذه المرحلة بسلام حتى نكون مجتمعا معافى من الكدمات النفسية المترسبة في أعماق أبنائه منذ الطفولة’.

معوقات تفوق الطالب في الصف الأول:

  • بطء التعلم لدى بعض الطلاب بما يعجز بعض المعلمين من التعامل مع هذه الحالات وخاصة إذا تعدى الطلاب في الصف الواحد أكثر من عشرين طالباً.
  • عدم مقدرة المعلم على امتلاك قلب الطفل وترويضه بسهولة حيث يكون انفرادياً وكثير البكاء غير قادر على الإمساك بالقلم.
  • ·        تعالي المعلم على تلاميذه لانعدام ثقته في نفسه فلا ينزل لمستوى هؤلاء الطلبة واقتباس الوسائل التربوية المنمية لمعرفتهم ونبوغهم وتتبع الحالات الفردية التي تعاني من بعض المشاكل وعلاجها فيما يرفع الضغوط النفسية عنها، ويوافق: الأخصائي – صابر المغربي الأستاذ الودعاني في هذه النقطة ويقول: إن المعلم الذي يعاني من اضطراب
  • الشخصية أو سوء التوافق الانفعالي والاجتماعي يصبح عاملا معوقا في نمو الطالب ويعطل التنشئة الاجتماعية للطلبة تعطيلا كاملاً.
  • قلة الخبرة عند بعض معلمي الصفوف الدنيا فمن الأصلح أن يكون معلم الصف الأول ممن له الخدمة أكثر من ثلاث سنوات ولديه الرغبة الصادقة والعزيمة القوية للتغلب على الصعوبات بعد توفيق الله بما يحقق الوصول للأهداف المأمول جنيها أواخر العام الدراسي.
  • دم تعاون ولي أمر الطالب مع المدرسة ويتمثل ذلك في الزيارة المتواصلة للمدرسة ومعرفة مستوى ابنه الطالب.
  • الشرود الذهني لبعض التلاميذ وصعوبة النطق.

الذكاء وعلاقته بالشقاوة عند الأطفال:

الذكاء هو الذي يمكن الإنسان من التصرف العاقل وفي موضعه الصحيح ومواجهة كل أمور الحياة والقدرة على التكيف مع مقومات الحياة على الأرض وبدايات الذكاء والنمو العقلي عند الطفل يمكن القول بأنه يبدأ قبل ولادته إذ أن هناك جانبا وراثيا في الذكاء كصفة مع الجينات مثله مثل لون الشعر والعينين والطول ولكن يبقى كامناً إلى أن يجد فرصة تنمية جيدة فإما أن ينمى ويوظف توظيفاً حسناً

وإما أن يثبط والذكاء والنمو العقلي في حياة الطفل يمر بعدة مراحل هي:

  1. النمو الحسي والذهني لدى الطفل الرضيع من يوم مولده إلى عمر سنة واحدة ويتدرج ذكاء الطفل ومظاهره في هذه المرحلة من متابعة الضوء المتحرك بالعينين أثناء الشهر الأول إلى الابتسامة لأي وجه مألوف في الشهر الثاني ثم الضحك بصوت مسموع في الشهر الرابع ثم معرفة الأم وتفضيل وجودها معه وبكائه عند تركها له في الشهر السادس ثم استجابته لمن ينادي باسمه في الشهر التاسع إلى أن يبلغ عمره سنة كاملة حيث يصبح لديه المقدرة على ترديد بعض الكلمات مثل بابا ماما.
  2. النمو العقلي للطفل ما قبل المدرسة من سنة إلى خمس سنوات وهي تعرف بمرحلة الطفولة المبكرة يبدأ الطفل فيها تعلم الكلام ونطقه في البداية لعدة كلمات متفرقة إلى تكوين جمل ثم يتدرج في اكتساب المهارات في خلال تلك السنوات مثل ارتداء ملابسه وحذائه بنفسه وتشغيل الراديو أو جهاز التلفاز والإضاءة وفي هذه المرحلة يمر الطفل بما يسمى بالمرحلة الاستكشافية وهي من سن سنتين إلى أربع سنوات وفيها يريد الطفل أن يستكشف كل ما حوله بداية من سعيه لفتح اللعبة التي بيده ليعرف كيف تعمل والعبث في أجهزة المنزل مما يضعه في محل الاتهام بالشقاوة ولكن الحقيقة عكس ذلك إذ انه يحاول استكشاف ما هو حوله.
  3. النمو العقلي لطفل المدرسة من سن ست سنوات إلى اثنتي عشرة سنة وتتركز مظاهر النمو العقلي والذكاء في هذه المرحلة في القدرة على التعلم فطفل ست سنوات يستطيع الرسم ثم يبدأ في اكتساب مهارات التعلم من قراءة وكتابة وعمليات الحساب مع التعرف على الأشكال والصور وتسميتها بأسمائها إلى أن يصل إلى آخر هذه المرحلة في سن العاشرة وقد يبدأ بعد ذلك في السؤال عن معاني الكلمات التي يسمعها كثيراً دون أن يدرك معناها وتأتي إجابات الأهل على هذه الأسئلة بمثابة تنمية لقدراته الذهنية بحيث تكون الإجابات بسيطة وعملية بعيداً عن الكذب أو التضليل أو التهرب من الإجابة على السؤال.

الأساليب التربوية للتعامل مع طالب الصف الأول:

  • التشجيع وزرع التنافس بين الطلاب بكل سهولة بما يعطي إثارة ذلك بين طلاب الصف كله أي شمولية المستويات العقلية لديهم جميعاً.
  •  الرفق واللين وحسن التوجيه عند تقصير الطلاب في أداء الواجبات ومعالجة تلك الأخطاء أولا بأول ومعرفة همومهم.
  •  عدم إرهاق الطالب بالواجبات المدرسية الزائدة عن طاقته وإدراك حساسية التعامل مع هذه الفئة.
  • استخدام الطريقة التي يحبها الأطفال والتشجيع بما يعكس لهم بان هذا المكان هو استمرار للأسرة وليس انفصالا عنها.
  • ترغيبهم بان ما يحلم به الطفل موجود في المدرسة.
  •  اصطحاب الطفل أول الأمر للمدرسة برفقة ولي أمره.
  •  التدرج البسيط بالابتعاد عن الطفل بما يعطيه الثقة في نفسه والانسجام مع الجو المدرسي.
  • كلما ينجح مرة في الابتعاد عن الأم والأنس والتكيف في بيئة المدرسة مع الأطفال يكافأ ويثاب على ذلك وليس من الشرط أن تكون المكافأة مادية..

تعد الموضوعات المتعلقة بالتعليم متشعبة المحاور وقد حاولنا بقدر الاستطاعة تسليط الأضواء على النقاط المهمة وخاصة التي تتعلق بالتعامل مع الطفل في بداية انطلاقة حياته الجديدة بل تكون القاعدة الأساسية في تكوين شخصيته المبينة على تعامل المجتمع المحيط به.

ومن خلال حوار المشاركين يتضح لنا جميعاً أن عمليتي التربية والتعليم تتطلبان دائماً البحث والاطلاع والوقوف على جديد الوسائل التربوية واختيار الأفضل ويرى علم النفس أن الشقاوة قد تكون عنوانا للمواهب والإبداع وإبراز المشاركين ونجاح برامج الأسبوع التمهيدي في تكيف الطلبة مع الجو المدرسي الجديد في حياتهم.

وفي الختام نؤكد على أهمية معلم تأسيس للصف الاول بما له أثرا بالغا في تكوين شخصية الطفل  .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *