خصائص وأساليب تعلم الطالب وتعليمهم وفق أنماط ذكائهم

يعتبر التعليم عملية منظمة يتم من خلالها إكساب المتعلم الأسس البنائية العامة للمعرفة بطريقة مقصودة ومنظمة ومحددة الأهداف. تعمل على تحقيق نواتج تعليمية محددة باستخدام وسائل وأساليب واجراءات معدّة مسبقا ً، بحيث تلائم طبيعة المحتوى المقدم وطبيعة النواتج المستهدفة، وخصائص وحاجات المتعلمين .

أما التعلّم فهو مفهوم فرضي يُستدل عليه من خلال نتائج عملية التعليم ينجم عن النشاط الذاتي للفرد لا نتيجة النضج الطبيعي أو أسباب عارضة. حيث أن النظرة الحديثة للتدريس تلغي ما كان سائدا ًقديما ًفم تعد عملية نقل المعلومات هي المهمة الوحيدة للتدريس. ولكنه نشاط مخطط يهدف إلى تحقيق نتائج تعليمية مرغوبة لدى الطلاب .

وترتبط خصائص وأساليب التعلم ارتباطا ًمباشرا ً بما يعرف بأنماط التعلّم وهي جميع الفوارق الفردية بين الطلاب والتي يجب أخذها بعين الاعتبار. ومراعاتها عند التعامل مع الطلاب، كما ترتبط أساليب التعلم الخاصة مباشرة ًبما يختص به من ذكاءات وميول، حيث يستخدمها كل متعلّم على حدى. وتشكّل لديه فارق عن غيره من المتعلمين .

حاجات المتعلمين حسب أساليب وأنماط تعلّمهم :-

1- أنماط التعلّم الحسية: وتقوم تلبية احتياجاتهم على تطبيق نظرية المداخل الحسية على النحو التالي:

– نمط التعلم الحركي: ويكون من خلال الحركة والقيام بلمس الأشياء وغيره، اذ أن أصحاب هذه النمط يتعلمون بشكل أفضل من خلال اتباع التدريبات العملية. والتجريب والقيام بالأنشطة المختلفة لاستكشاف كل ما هو مادي من حولهم من خلال الحركة والأداء .

– نمط التعلم البصري: وهو التعلم من خلال الرؤية، ويميل أصحاب هذا النمط إلى الجلوس في المقاعد الأمامية لتجنب العوائق البصرية. حيث أنهم بحاجة إلى مشاهدة لغة جسد المعلّم وتعابير وجهه مما يؤدي ذلك إلى فهم كامل لمحتوى الدرس. اذ يتعلمون بشكل أفضل من خلال العروض البصرية باستخدام المخططات والكتب التي تحتوي النصوص والصور التوضيحية .

– نمط التعلم السمعي: وهو التعلم من خلال الاستماع، ويتعلم أصحاب هذا النمط بشكل أفضل من خلال المحاضرات اللفظية والمناقشات والحديث والاستماع. ومن خلال الاصغاء لما يقوله المعلّم حيث يقوم المتعلّم بتفسير المعاني الكامنة وراء الكلام من خلال الاستماع إلى نغمة الصوت وايقاعه وسرعته .

2- أنماط التعلّم الادراكية: تصنّف هذه الانماط بوجه عام إلى ما يلي :

> من حيث الادراك:

– الادراك من خلال المحسوسات: أي يتم تكوين الادراك لدى هذه الفئة من خلال المحسوسات بحيث يستوعب الأفراد من خلال الخبرات المباشرة. بالأداء والفعل والاحساس والمشاعر.

– الادراك من خلال المجردات: ويتم تكوين الادراك لديهم من خلال المجردات بحيث يستوعب الأفراد المعلومات من خلال التحليل، الملاحظات، والتفكير .

> من حيث معالجة المعلومات:

– المعالجة النشطة: وهي التي يضفي الأفراد من خلالها المعنى على الخبرة بالاستخدام الفوري للمعلومات الجديدة .

– المعالجة المتأملة: ويضفي الأفراد من خلالها المعنى على الخبرة عن طريق تأملها والتفكير بها .

مفهوم الذكاء :-

هو سمة عقلية ذات طبيعة معقدة وذات أنماط متعددة تتباين في قوتها وضعفها حسب السمات الخاصة بالمتعلم، وحسب الميل إلى استخدامها. وتسهم في حل المشكلات التي تقل المتعلم، كما تسهم إلى حد كبير في مستوى تحصيله .

وقد تم تحديد مفهوم الذكاء في ثلاث نقاط رئيسية وهي:

1- القدرة على حل المشكلات كواحدة من المواجهات في الحياة الواقعية .

2- القدرة على توليد حلول جديدة للمشكلات .

3- القدرة على صنع شيء ما، أو السعي النافع الذي يكون له قيمة داخل ثقافة واحدة .

أنماط الذكاء :

هناك الكثير من أنماط الذكاء المتعددة والتي تذكر منها ما يلي:

1- الذكاء اللغوي: ومن خصائص المتعلّم المتّصف بهذا النوع من الذكاء ما يأتي:

– الكتابة بشكل جيد، ورواية القصص .

– المشاركة في المحادثات والمناقشات .

– التعبير عن ذاته والتحدث بأسلوب فعّال .

– الطلاقة في الكلام والقدرة على الإصغاء الدقيق .

– الاستمتاع بألعاب الكلمات وتذوق الكلمات المنطوقة، ولديه ذاكرة لغوية جيدة .

– النجاح في المدارس التقليدية لأن تفكيره على شكل كلمات .

أما فيما يتعلق باستراتيجية التعلم الخاصة به فتتمثل في النقاط الآتية:

> العصف الذهني: وذلك من خلال:

– صياغة وبلورة المشكلة.

– توليد الأفكار التي تعبر عن حلول المشكلة.

– تقييم الأفكار التي تم التوصل إليها.

> لعب الأدوار: ويتم ذلك من خلال ما يلي:

– تخيل الطالب نفسه مكان إحدى الشخصيات التي يدرسها.

– تمثيل الطالب موقف تاريخي أو اجتماعي مع مجموعة من الطلاب.

– تمثيل مشهد يعبر عن حياة أفراد أو أسر في مجتمعات مختلفة.

– تمثيل الطالب مشهد لموقف اجتماعي يعبر عن حياتهم الشخصية الحالية.

> الألعاب التي تعتمد على الكلمات واللغة: بحيث يمكن عمل الآتي:

– تحديد اسم اللعبة التي يقوم بها التلاميذ منذ البداية.

– تحديد الأهداف الخاصة بكل لعبة لغوية.

– تحديد اجراءات اللعبة وعدد المشتركين فيها.

> عمل تسجيلات صوتية: اذ يمكن عمل تسجيلات عن طريق ما يلي:

– التسجيلات الصوتية بواسطة الاسطوانات.

– التسجيلات الصوتية بواسطة أشرطة التسجيل المفتوحة.

– التسجيلات الصوتية بواسطة الحاسب الآلي.

2- الذكاء المنطقي الرياضي: ومن خصائصه:

– السؤال حول كيفية حدوث الأشياء.

– عمل عمليات عقلية واظهار القدرة على التسلسل والتصنيف والمنطق.

– الاستمتاع بالأنشطة والألعاب الرياضية.

– استخدام مهارات التفكير العليا، والعصف الذهني والأحاجي المنطقية.

وتتمثل استراتيجيات التعلم الخاصة بهذا النوع فيما يلي:

> حل المشكلات: وذلك من خلال:

– الاحساس بوجود مشكلة، وتحديد طبيعتها والتعرف إلى أسبابها.

– تحديد متطلبات حل المشكلة، ووضع خطة لحلها.

– بدء تنفيذ الخطة، ومتابعة عملية التنفيذ بصورة منظمة ومستمرة.

– تقييم حل المشكلة والاستعداد لمواجهة أي مشكلات مستقبلية تنجم عن الحل الذي تم التوصل إليه.

> العمل الجماعي الذي يتطلب تصنيفا ًأو تجميعا ً:

– تصويب وتعديل الطروحات والآراء وتوجيهها نحو الأهداف.

– فحص ومراجعة العمل للتأكد من انجازه.

– التذكير بالمسار المطلوب وعدم الانحراف عنه.

– تلخيص الموضوع وربط الأفكار ببعضها.

– استخلاص النتائج وصياغتها.

3- الذكاء المكاني: ومن خصائص المتعلّم المتصف به ما يأتي:

– التفكير من خلال الصور.

– ايجاد صور عقلية واستخدام خرائط ذهنية.

– القدرة على التخيل والابداع، ومعرفة مواقع الأشياء بدقة.

– وجود صعوبة في فهم المؤشرات اللفظية.

– حب البيئة المليئة بالصور والألوان والمثيرات البصرية.

وتتمثل استراتيجيات التعلم الخاصة به فيما يلي:

> استخدام الوسائل التعليمية كالصور والرسومات والخرائط والتي تنمي الرغبة والاهتمام لتعلم المادة العلمية والمساعدة في تطوير المعلومات لدى الطلاب.

> الأنشطة الفنية بأنواعها المختلفة من رسم وتصوير فوتوغرافي، وذلك التمثيل الدرامي الجماعي وتصور الشخصيات، والمشروعات الجماعية الإنشائية كتأليف قصص من الخيال. بالإضافة إلى رسم خرائط ذهنية للدرس أو تلخيصه في صور.

> تأليف القصص من الخيال من خلال قراءة نصوص كلاسيكية لتحديد الفكرة المطلوبة، ومن ثم تحديد الفئة العمرية ومستوى اللغة وطبيعة الصور المصاحبة. وكذلك استخدام اللغة الابداعية والتصويرية وصولا ًإلى عرض النص على الآخرين لتلقي التغذية الراجعة ومن ثم عرض النص على الجمهور .

4- الذكاء الحركي: ومن خصائص المتعلم المتصف بهذا النمط:

– التنسيق والتوازن والتحكم بالجسم.

– التحرك باستمرار، والشعور بالملل عند الجلوس طويلا ً.

– التعلم من خلال اللمس والحركة، وفك وتركيب للأشياء والأجزاء.

– المشاركة في الألعاب الحركية.

وتتمثل استراتيجيات التعلم الخاصة به في النقاط الآتية:

> المشروعات الجماعية وطرق العمل فيها بشكل تكراري ومشاهدة كيف تضيف الأجزاء إلى الكل.

> لعب الأدوار والتمثيل المسرحي من خلال تحديد الهداف المراد الوصول إليه، وكتابة السيناريو وتحديد الأدوار التي سيتم تمثيلها. وكذلك الاستعانة بالمشاركين لكتابة السيناريو وكافة خطوات التمثيل وصولا ًإلى عرض المشهد وتطعيمه بشيء من الفكاهة والإثارة، حتى يلتزم المشاهدين بالهدوء وعدم التعليق .

> التعلم بالعمل والممارسة وذلك من خلال تحديد وبيان العلاقة بين نوع التعلّم وطريقة الممارسة، وتحديد شكل الاستجابة المطلوبة.

> الأنشطة الحركية والرياضية والتي تحدث من خلال الحركة واستخدام الجسم عن طريق الرحلات الميدانية أو الألعاب التنافسية والتعاونية وغيرها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *