المعلم الفعّال

المعلم الفعّال

المعلم الفعّال

للمعلم دوراً هاماً في المعلم الفعّال نجاح التعليم وفعاليته الأمر الذي دفع العديد من الباحثين ليتم دراسة كل من خصائص المعلم الفعال كما يدركها أفراد عديدون، مثل الطلاب، والمعلمين، وأيضاً المشرفين التربويين، وذلك من أجل الوقوف على أهم الخصائص ذات العلاقة الوثيقة في نجاح العملية التعليمية. ومن الممكن أن يتم تصنيف هذه الخصائص في فئتين وهما فئة الخصائص المعرفية، والأخرى هي فئة الخصائص الشخصية.

الخصائص المعرفية
حصيلة المعلم المعرفية، وأيضاً قدراته العقلية، وكذلك الأساليب التي يقوم باتباعها في استثارة طلابه، فهي من العوامل التي لا بد من أخذها في الحسبان عندما يتم البحث في الخصائص المعرفية للمعلم الفعال.
 يبدو انه من الصعب أن يتم قياس أو تقدير الدور الذي قد تلعبه مثل هذه الخصائص في فعالية التعليم، لأن الفعالية لا تستند على معارف المعلم وقدراته العقلية فقط، بل أنها قد تعتمد على الاستراتيجيات التي يقوم باتباعها في عملية الاتصال والتواصل مع طلابه وإيصال ما قد يعرف إليهم. ومن الممكن أن يتم تصنيف الخصائص المعرفية للمعلم الفعال في عدة عوامل أهمها:

  • الإعداد الأكاديمي والمهني
    فقد يرتبط إعداد المعلم أكاديميا ومهنياً على نحو إيجابي في فعالية التعليم. فأشارت بعض من البحوث إلى أن وجود ارتباط إيجابي بين كل من مستوى التحصيل الأكاديمي للمعلمين وأيضاً فعاليتهم التعليمية كما قد يقدرها الإداريون والمشرفون والتربويون في ضوء إعداد الخطط الدراسية وكذلك التعامل مع الطلاب. فالمعلم المتفوق في مجال تخصصه، والمؤهل مهنيا على نحو ممتاز، يظهر بشكل اكثر فعالية من المعلم الأقل إعداداً وتفوقاً إن قد قيست هذه الفعالية بمستوى طلابه وقد يعود سبب ذلك إلى كون العوامل التي تجعل الطالب متفوقا، هي ذاتها التي تجعل المعلم فعالاً وناجحاً، كالقدرة العقلية ، والجد ، وأيضاً كذلك المثابرة ، والميل إلى القراءة وسعة الاطلاع وغيرها.
  • اتساع المعرفة والاهتمامات:

فإن التعليم الفعال، لا يتعلق في تفوق المعلم في ميدان تخصصه والميادين الأخرى ذات العلاقة والارتباط فقط، بل يتعلق في مدى اهتماماته وأيضاً تنوعها. إن معرفة المعلم في المسائل التي قد تقع خارج ميدان تخصصه والميادين الأخرى ذات العلاقة بهذا التخصص، وأيضاً سعة اطلاعه على هذه المسائل، فقد تجعله أكثر فعالية من المعلم الأقل اهتماما ومعرفة واطلاعا.

  • المعلومات المتوافرة للمعلم عن طلابه:
    فقد تشكل كمية المعلومات المتوافرة لدى المعلم عن خصائص طلابه المختلفة ، متغيراً مهماً من متغيرات  الخصائص المعرفية  للمعلم الفعال، فقد تبين أن هذا النوع من المعلومات يتعلق على نحو وثيق في فعالية التعليم وكذلك من اتجاهات الطلاب نحو الدراسة والمعلمين .
    إن الطلاب الدارسين مع معلمين لديهم معلومات وفيرة عن طلابهم ، يمتازون في تحصيل علمي أعلى من المستوى التحصيلي للطلاب الدارسين مع معلمين لا يعرفون عن طلابهم إلا اليسير من المعلومات إن ادراك ومعرفة المعلم أسماء طلابه وقدراتهم العقلية ومستويات نموهم وتحصيلهم ، وخلفياتهم الاقتصادية ،  والاجتماعية والثقافية ، وكذلك معرفة اتجاهاتهم وميولهم وقيمهم ، تجعله اكثر فعالية في تواصله وتعامله معهم

    استخدام المنظمات التقدمية :
    فالمعلم الأكثر فعالية ، قد يلجأ إلى استخدام استراتيجيات تعمل على تعلم طلابه ذا معنى ، وذلك من خلال أن يتم إعداد هؤلاء الطلاب معرفياً  لدى تقديم المواد أو المعلومات الجديدة . ويبدو أن المعلم الفعال أكثر ميلاُ لتزويد طلابه بما يعرف في المنظمات المتقدمة، وهي عبارة عن معلومات أو مراجعات، وقد يكون الطلاب على ألفة بها أكثر من ألفتهم في المادة التعليمية الأكثر تعقيدا وتحديدا . وتقوم هذه المقدمات في حسر الفجوة بين معلومات الطلاب السابقة والمعلومات الجديدة التي قد تنطوي عليها المادة الدراسية موضوع الاهتمام ، وبذلك يسهل عليهم تمييز المادة الجديدة وفهمها ودمجها في بنيتهم المعرفية السابقة .

الخصائص الشخصية …

الاختلاف بين المعلمين من حيث كل من الاتجاهات والقيم وسمات الشخصية، أكبر مدى من اختلافهم في القدرة العقلية العامة والمتغيرات المعرفية الأخرى ، لذلك فقد تكون المتغيرات الانفعالية والشخصية ، أكثر أهمية في تحديد اختلاف كل من فعالية المعلمين التعليمية من المتغيرات المعرفية ، ومن أهم الخصائص الشخصية التي قد بينت الدراسات علاقتها بالتعليم الناجح أو أثرها فيه :

  • الاتزان والدفء والمودة :
    بلا شك إن شخصية المعلم قد تؤثري سلوك الطلاب التحصيلي وغير التحصيلي، كما إن ترتبط كل من فعالية التعليم بخصائص المعلمين الانفعالية ، أقوى من ارتباطها في خصائصهم المعرفية ، حيث تبين أن المعلمين الأكثر فعالية ، قد يتسمون بالتسامح تجاه سلوك تلاميذهم ودوافعهم ، وأيضاً يمكنهم التعبيرعن مشاعر ودية حيالهم ، ويفضلون استخدام الإجراءات التعليمية غير الموجهة ( كالمناقشة والاستنتاج وكذلك الاستقراء) على الإجراءات الموجهة ( كالمحاضرة والتلقين ) في تفاعلهم الصفي ، كما أنهم قد يستمعون لتلاميذهم ويتقبلون أفكارهم ويشجعونهم على المشاركة في كل النشاطات الصفية المختلفة
    إن تفضيل المتعلمين لمميزات الدفء والتعاطف وكذلك الاهتمام والتعاون غير مقصور على المدارس الابتدائية فقط ، بل هناك ما يوحي بأن طلاب الجامعات قد يفضلون الأساتذة الذين يوجهون انتباههم إلى طلابهم وقد يهتمون في مشكلاتهم الشخصية والأكاديمية على حد سواء ، ويعتبرونهم من أهم وأفضل الأساتذة وأكثرهم فعالية.
  • الحماس:

إن مستوى حماس المعلم في أداء المهمة التعليمية قد يؤثر فاعلية التعليم على نحو كبير، ويساهم في تباين الطلاب من حيث مستوى التحصيل ومن حيث اتجاهاتهم نحو المادة الدراسية ومدرسها.

  • الإنسانية:

إن المعلم الإنسان هوذلك المعلم القادر على التواصل مع الآخرين والمتعاطف والودود والصادق وكذلك المتحمس والمرح والديمقراطي والمنفتح والمبادر أنه والقابل للنقد والمتقبل للآخرين.

وقد يبدو صحيحاً أن بعض السمات الشخصية المناقضة، كالتزمت والدكتاتورية وعدم تقبل الآخرين والحساسية تجاه النقد، تجعل من المعلم أقل فعالية، إلا انه لا بد الاعتراف بأنه ما من معلم يمتلك تلك الخصائص الحميدة جميعها ، فقد يتسم بعض المعلمين ببعض الخصائص الشخصية غير المرتبطة فعالية التعليم ، ومع ذلك يتقبل الطلاب مثل هذه الخصائص ،لأنهم لا ينشدون الكمال من المعلم وينزعون إلى التسامح في اتجاهاتهم نحوه ، فقد يقرون بفاعلية المعلم ومهارته على الرغم من ” تزمته وقسوته

فاعلية المعلم
إن عملية التعليم نشاط ينطوي على الكثير من المتغيرات المتفاعلة على نحو ديناميكي، فهناك المتغيرات المتعلقة في المعلم والمتعلم والمادة الدراسية وطريقة التدريس وكذلك الظروف أو الأوضاع التعليمية. لهذا، من غير الممكن أن يتم تحديد أو تعريف فاعلية المعلم في ضوء مجموعة بسيطة من السمات أو الخصائص الشخصية ، أو في ضوء عدة من الإجراءات الأكاديمية فبالرغم من وجود أنماط تعليمية معينة أفضل من أنماط أخرى ، إلا انه لا قد يوجد نمط تعليمي جيد على نحو مطلق ، فما من نمط تعليمي يصلح للأوضاع التعليمية جميعها ، أو يناسب المواد التعليمية جميعها ، أو المعلمين جميعهم أو المتعلمين جميعهمولما كان العمل التعليمي على هذا النحو من التعقيد ، فلا بد أن يقوم على مبادئ وقواعد ونظريات قد ثبت صدقها وفعاليتها على نحو مقبول ، بحيث فقد يتمكن المعلم القادر من تبينها وكذلك استخدامها في معالجة العديد من المشكلات اليومية التي قد تواجهه في غرفة الصف ، ولكن مثل هذه المبادئ والقواعد والنظريات لا تترجم إلى ممارسات صفية أو سلوك تعليمي على نحو آلي ، بل يقتصر دورها على تزويد المعلم في كل من موجهات عامة تمكنه من ممارسة عمله المهني على نحو أفضل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *