
التعليم المتمايز
التعليم المتمايز
هو التعليم الذي يهدف إلى رفع مستوى كافة الطلاب, وليس فقط الطلاب الذين قد يواجهون مشاكل في التحصيل، وقد يُعرف أيضاً بأنه سياسة مدرسية قد تأخذ باعتبارها خصائص الفرد وكذلك خبراته السابقة وأنه هو طريقة من أجل تقديم بيئة تعليمية تكون مناسبة لكافة الطلاب وقد تهدف من زيادة قدرات وإمكانات الطالب. فإن البند الأساسي في هذه السياسة هي توقعات المعلمين من الطلاب واتجاهات الطلاب تجاه إمكاناتهم وقدراتهم.
أهمية التدريس المتمايز.
في التعليم العادي يقوم المعلم بتقديم هدفاً واحداً أو مثيراً واحداً ويقوم بتكليف الطلبة في نشاط واحد لتحقيق نفس المخرجات. أما إن أراد المعلم مراعاة الفروق الفردية فإنه عليه العمل على تقديم نفس المثير للجميع ولكن يقبل منهم مخرجات مختلفة. ففي هذه الحالة قد يراعي قدرات وإمكانات الطلبة فهم لا يتمكنون جميعاً الوصول إلى نفس النتائج أو المخرجات لأنهم مختلفون في قدراتهم. أما إن أراد المعلم تقديم تعليم متمايز فإنه يقوم بتقديم نفس المثير ومهمات متنوعة ليصل إلى نفس المخرجات. ومن هنا قد تكمن أهمية التعليم المتمايز بأنها :
- مراعاة أنماط تعلم التلاميذ المختلفة سواء كان سمعي أو بصري ـ لغوي ـ حركي ـ منطقي أو رياضي أو اجتماعي ـ حسي).
- يعمل على تحقيق شروط التعلم الفعال.
- العمل على مراعاة وتنمية ميول واتجاهات التلاميذ.
- كذلك تنمية الابتكار وتكشف الإبداع.
- أيضاً التكامل مع التعلم القائم على الأنشطة (المشروع ــ التجريب ــ الاستقصاء).
- امكانية للتلاميذ للتفاعل في طريقة متمايزة تقود إلى منتجات متنوعة.
عناصر التعليم المتمايز
المحتوى
هو عبارة عن مجموعة من المعارف والمهارات والحقائق والمبادئ والاتجاهات التي تقوم بتقديم للمتعلّمين، من أجل إكسابهم النتاجات لكنّ أغلب المعلّمين قد يواجهون مشكلة في ذلك، ولا سيّما أولئك الذين يعملون في الأنظمة التربويّة غير المرنة التي تلزمهم بإنهاء الكتب الدراسيّة المقرّرة والممتلئة بحشو معلومات تفصيليّة قد تعمل على ارهاق كاهل المتعلّم والمعلّم على حدّ سواء. لذلك، يمكن أن يكون التعليم المتمايز فرصة ثمينة للمعلّم، يبدع من خلالها في توظيف المحتوى لعقد مهمات مختلفة، وتكييفه وذلك وفق معرفته في مهارات المتعلّمين واستعداداتهم، وذلك وفق البنود الآتية:
- يجب اختيار المحتوى القابل للعرض في طرق متباينة.
- الوقت الذي يلزم للتعلّم والمناسب لقدرات المتعلّمين.
- ضغط المحتوى أو إثراؤه، أي اختصار بعض من المعلومات التفصيليّة الثانويّة، أو إثراؤها بنشاطات أكثر عمقًا وشموليّة لمن لديه معلومات سابقة عن الموضوع من الطلّاب.
- لا بد من تقديم المحتوى وذلك وفق أشكال مختلفة، أي ألّا يكون المحتوى المقدّم لطلّاب واحدًا، أو يقدّم بطريقة واحدة، كالحديث عن مريض واحد وعلاج واحد، حيث يمكن للمعلّم أن يقدّم محتوى قصيدة معيّنة في أكثر من شكل، كتقديمها في مادّة مسجّلة بالصوت والصورة، أو في حقيبة تعليميّة، أو ببطاقة مهمّات.
الإجراءات
هي الطرق التي من خلالها يتم تعليم المحتوى، أي هي النشاطات التي تعمل على مساعدة المتعلّم على الوصول إلى فهم المحتوى، ويمكن التمايز بها من خلال:
- النشاطات المتدرّجة التي قد تدور حول المفهوم والاختلاف المتّصل في مستوى الدعم المقدّم بحسب مستوى المتعلّم وسرعة تعلّمه.
- خليط من النشاطات الفرديّة والنشاطات الجماعيّة التي قد تتسع فيها المجموعة أو تضيق وفق طبيعة النشاط.
فقد تعمل هذه الإجراءات على تمكين المتعلّمين من مواجهة المواقف الجديدة بثقة، وكذلك تنمية الضبط الذاتيّ والاستقلال والشعور في المسؤوليّة، فهم نقاط القوّة والضعف في الوقت نفسه، وكذلك تشجيع التعاون بين المتعلّمين. يمكن أن يوفّر المعلّم في الغرفة الصفيّة بعض من الإجراءات المبنيّة على المحتوى، كتوفير معلّم اللغة إجراء التأمّل أو القراءة أو المحادثة أو الاستماع، أو توفير معلّم العلوم الفرصة للمتعلّمين لتطبيق المفاهيم وتجريبها،أيضاً استخدام بعض المواد العلميّة والأدوات لحلّ بعض المشكلات أثناء عملهم بشكل فرديّ أو ضمن المجموعات..
المخرجات
تقاس مخرجات التعليم بالاختبارات، ممّا قد يشكل عبئًا على المتعلّمين، إذ لا يكون التعلّم سوى اجترار لمعلومة قد ينساها المتعلّم في مرورالوقت، ومن الممكن إجراء التمايز في المخرجات التعليميّة وذلك وفقاً كالتالي: - لا بد من تدريب الطلّاب على كتابة الأبحاث والتقارير، وكذلك تزويدهم بنماذج نوعيّة وبمعايير التقييم.
- أيضاً عرض البيانات وتفسيرها.
- · وكذلك إجراء المقابلات.
- العروض التوضيحيّة.
لا بد من أن يكون تقييم المخرجات مستمرًّا، أي أنه يكون قبل عمليّة التعليم وأثنائها وبعدها، ويكون مرتبطاً ارتباطًا وثيقًا في تقديم تغذية راجعة فاعلة وأيضاً فورية للمتعلّمين، كما من الممكن تشجيعهم على اختيار طريقة التقييم في أنفسهم، مع عدم إلغاء التقييمات الكتابيّة (الاختبارات). قد يكون التقييم بذلك وسيلة للتعليم المتمايز ووسيلة للتقييم المتمايز، ولا يكون هدفًا لقياس التعلّم فحسب.