جميعنا نعلم مقولة “العلم في الصغر، كالنقش على الحجر” والتي تبيّن أهمية التعليم المبكّر ودوره الكبير في تكوين شخصية الطفل ونموه المتوازن .
ويُقصد بالتعلم المبكر عند الأطفال المرحلة التعليمية التي تسبق مرحلة التعلّم المدرسي الفعلي والتي تبدأ منذ الولادة وحتى سن السادسة أو الثامنة من عمر الطفل. ويتم من خلاله تطوير القدرات المعرفية لدى الأطفال بالاعتماد على الحضانات التي تقدّم لهم الخبرات التعليمية المخطط لها. حيث يتم تعليم الطفل في هذه المرحلة من خلال تحفيز فضوله وميوله الطبيعي ودمجه مع الدروس التعليمية. والتركيز على تعليمه من خلال المحاكاة واللعب والنشاطات المختلفة .
أهمية التعليم المبكر عند الأطفال :-
هناك الكثير من الفوائد لغرس العلم والمعرفة في نفوس الأطفال، ومن أهم هذه الفوائد ما يلي :
1- الأهمية المعرفية والعلمية: وتتمثل فيما يلي :
– تحسين القدرات اللغوية والحسابية عند الطفل وتعزيزها .
– تحسين وتطوير الأداء المدرسي للطفل .
– تمكن الطفل من التغلب على مشاكل وصعوبات التعلم ذاتيا ً.
– تطوير المهارات الذهنية والفكرية لدى الطفل وتنميتها .
– اكتساب المهارات الحياتية عن طريق أداء الطفل مهامه بنفسه وعدم اعتماده على الآخرين .
– التفوق وتحقيق أفضل النتائج الأكاديمية في المستقبل .
2- الأهمية العاطفية والاجتماعية: اذ أن للتعليم المبكر فوائد على الصعيد الاجتماعي والعاطفي، وتتمثل فيما يلي :
– تحسين مهارات التواصل الاجتماعي ما بين الطفل والمجتمع من حوله .
– تحفيز حب الاستطلاع العلمي والمعرفي لديه .
– تعلّم الطفل الانضباط منذ صغره والالتزام بالقوانين المفروضة في الحضانة .
– مساعدة الطفل على التأقلم والتكيف مع المتطلبات التعليمية المستقبلية في المدرسة .
طرق التعليم المبكر للأطفال :-
هناك الكثير من الطرق التي يمكن اتباعها للتعليم المبكر عند الأطفال، وهي كما يلي :
1- تشجيع الطفل على حل المشكلات: حيث يمكن للأبوين ترك مجال للطفل حتى يواجه مشكلاته، وتحفيزه على ايجاد حلول مناسبة لها. وأيضا ًتشجيعه على الخروج من المأزق بمفرده مما يعزز مهارة حل المشكلات لديه في كافة مراحل حياته .
2- مساعدة الطفل على الاستكشاف: يجب على الاهل تعزيز حب المغامرة والاستكشاف لدى أطفالهم، وعدم محاولة منعه منها، أو قمع حيويته. مما يساهم في معرفة ميول الطفل واهتماماته الشخصية المختلفة والتي تساعد في تحديد مستقبله .
3- تحبيب الطفل في القراءة والكتابة: وذلك من خلال قراءة القصص لطفلهم دائما ًوالحرص على وجود مكتبة في المنزل. ويمكن للأبوين أخذ القصة المفضلة للطفل أثناء الرحلة أو السفر، اذ يمكن أن يصبح قارئا ًمدى الحياة .
4- الاهتمام بصحة الطفل: وذلك لأن “العقل السليم في الجسم السليم” فيجب الاهتمام بصحة الأطفال وتغذيتهم غذاء جيد وصحي وجعل الغذاء منوّع ويحتوي كافة العناصر الغذائية .
5- فهم الطفل: وذلك من خلال :
– عدم مقارنة الطفل بالأطفال الآخرين .
– عدم وضع توقعات خاصة بمستقبله .
– الاهتمام بميوله واكتشاف قدراته ومواهبه .
– فهم اختلافه عن الآخرين والوقوف بجانبه حتى يحقق كافة أهدافه .
6- سؤال الطفل: اذ أن توجيه الأسئلة للطفل تُسهم في تنمية ذهنه وجعل دماغه يعمل بكل طاقة وحيوية لإيجاد كافة الاجابات الصحيحة. مما يؤدي إلى تطوير مهاراته الذهنية وتعزيز أساليب التفكير الدقيقة لديه .
7- إحاطة الطفل بكل ما يتعلق بالعلوم: ويمكن احاطته بما يتعلق بالعلوم بأسلوب لطيف يجعله مستمتعا ًومنجذبا ًله. ويجب تجنّب أسلوب التلقين والتدريس في هذه المرحلة العمرية لأن ذلك يشعره بأنه مطالب بأداء ما .
8- الابتعاد عن الغضب: في هذه المرحلة العمرية يحتاج التعامل مع الطفل إلى الكثير من التحلي بالصبر والهدوء خاصة مع ما يحدثه الطفل من فوضى وشغب. كما يجب اتباع أسلوب لطيف لغرس القيم التربوية والأخلاقية لدى الطفل .
9- مزج اللعب بما هو مفيد: يمكن للأبوين مشاركة طفلهما في اللعب، واستغلال هذا الوقت استغلالا ًجيدا ً لتعليم الطفل كل ما هو مفيد بشكل غير مباشر .
مراحل تعلم الطفل :-
1- خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من الحمل يبدأ الطفل بالتعرف على صوت الأم، لذات ينصح بسماع أشياء تنمي عقله بصورة مستمرة .
2- بعد أشهر من ولادته يصبح الطفل مدركا ًأكثر للتعرف على صوت الأم والأب والتمييز بينهما .
3- في السنتين الأولى والثانية وحتى السابعة من عمره يتعلم الطفل من خلال التكرار أو العادات اليومية التي يمارسها، لذلك بُنصح بأن تكون العادات ذات علم ومنفعة .
4- ما بين عمر الرابعة إلى الست سنوات يُنصح بمحاولة استغلال كافة الفرص والمواقف حتى يتعلم الطفل وهو في سن مبكر .
5- عندما يصبح الطفل في سن السابعة ويذهب إلى المدرسة، لا يمكن الاعتماد فقط على الكتب المدرسية، إنما يجب تنمية مواهبه وميوله .
6- عند بلوغ الطفل سن ال12 من عمره يرتقي بتفكيره وادراكه أكثر ويصبح يتأمل بالمستقبل من خلال التعليم الذي اكتسبه منذ الصغر .