اهمية التدريس الخصوصي

اهمية التدريس الخصوصي

اهمية التدريس الخصوصي أصبحت ظاهرة التدريس الخصوصي في أيامنا هذه ظاهرة مألوفة؛ إذ إنَّه قبل أعوام قليلة ماضية اقتحم مصطلح “المُدرِّس الخصوصي” عالم التعليم والأسرة، فتسبب في حدوث هرج ومرج كبيرين، وانقسمت الناس بين مؤيد ومعارض له، كلٌّ حسب أسبابه؛ لكنَّه لم يلبث أن رسَّخ وجوده، وأصبح ظاهرة اجتماعية وتعليمية متداولة، على الرغم من الإيجابيات والسلبيات التي يحملها.

التدريس الخصوصي بالانجليزية (Private Teaching): هو جهد تعليمي يحصل عليه الطالب سواء كان منفردا او مع مجموعة من الطلاب لقاء مبلغ من المال يدفع للمدرس او المعلم. وقد انتشر بشكل واسع حتى اصبح ظاهرة، وربما أصبح التدريس الخصوصي واقع حال عند الطلبة وأولياء امورهم. فما هي الأسباب التي أدت الى انتشار هذه الظاهرة. هل جاءت نتيجة ضعف واهتزاز ثقة الأسر بالمدارس الرسمية أم تردي المستوى التعليمي في هذه المدارس، ووضعية الأبنية وعدد الطلبة داخل الصف الواحد والذي قد يربو على اكثر من 40 طالبا او طالبة ومدة الدرس بحدود 45 دقيقة بعضه يخصص لقراءة الغياب والحضور وضبط الصف، أم أن نتائج إيجابية تحققها المدارس الاهلية ودورات الخصوصي في رفع مستوى النجاح الامر الذي جعلها تنافس المدارس الحكومية ام هروب الطلبة من المسؤولية وإلقائها على الدروس الخصوصية والتخلص من الواجبات المدرسية، وغير ذلك. قد تكون هذه التساؤلات جميعها او بعضها أسبابا حقيقية أدت الى انتشار ظاهرة التدريس الخصوصي .

تقييم التدريس الخصوصي

يختلف الكثيرون في تقيم ظاهرة التدريس الخصوصي فالبعض يراها ظاهرة سلبية من خلال النقاط الاتية:

تعبّر عن سعي بعض المدرسين والمعلمين للكسب (غير المشروع) حيث انهم يقصّرون بعملهم خلال الدوام المدرسي ليجبروا الطلبة وأولياء الأمور على اللجوء للتدريس الخصوصي.

الطالب الخصوصي لم ينتبه للدرس لأنه معتمد على من يشرح له الدرس لاحقا، وبالتالي سيكون هذا الطالب مصدر ازعاج في الصف ويشتت انتبها الطلبة في الصف المدرسي.

اختلاف في طرائق التدريس الخصوصي وحل المسائل بين مدرس المدرسة الرسمية والمدرس الخصوصي مما يربك الطالب وتلتبس عنده الأمور ويصبح في شك من الحل وأيهما الادق.

لا يوجد في التدريس الخصوصي تعليم بل عبارة عن ضخ معلومات دون فهمها وقد اهمل اهم محاور التعليم من ابداع واكتساب مهارات معرفية وسلوكية.

من النتائج السلبية للتدريس الخصوصي هي عند حصول الطالب على درجات ضعيفة يكون في موقف ازدراء واستهزاء من قبل مدرسه الخصوصي والطلاب واستهجان من قبل عائلته.

كثرة الدروس الخصوصية ترهق كاهل الطالب وتجعله يقصر في انجاز واجباته المدرسية الأخرى.

أسباب التدريس الخصوصي

ثمة أسباب كثيرة تدفع الطلبة بشكل عام الى للجوء للدروس الخصوصية على النحو التالي:

الحاجة الماسة للحصول على معدل عالٍ.

يرى بعض الطلبة ان هناك صعوبة في المناهج.

يرى بعض الطلبة عدم الاستفادة من مُدرسيهم في الصف المدرسي حيث تنقصهم الخبرة والكفاءة في التدريس فيلجأ الطلبة الى الدروس الخصوصية عند مدرسين اكثر كفاءة وقدرة على إيصال المعلومة.

بعض أولياء الأمور يجبرون أبنائهم لذلك.

بعض المدرسين ينصحون طلابهم بأخذ الدروس الخصوصية والسبب هو للمردود المالي لقاء الدروس الخصوصية كعمل إضافي.

بعض الأصدقاء ينصحون اصدقائهم بذلك.

البعض يرى أن لديه دورا ثانيا بمادة دراسية او اكثر.

البعض يرى عدم فعالية ونشاط الطلبة في الصف المدرسي.

البعض يرى عدم كفاية زمن الحصة الواحدة للدرس.

البعض يرى طول الدوام في المدرسة يساعده على الملل وعدم التركيز في الصف.

يرى البعض أن هناك قصورا مدرسيا بشكل عام يضطرهم للجوء للتدريس الخصوصي.

يرى آخرون أن سبب اللجوء للدروس الخصوصية يعود الى ان المناهج الموضوعة لا تراعي جانب الوقت فهي مطولة، ومن غير الممكن اكمال المنهج ضمن الحصص المقررة في المدرسة فيضطر المدرس الى الإسراع بإكمال المادة على حساب فهم واستيعاب الطالب. مما يضطر الطالب الى الاستعانة بالدروس الخصوصية.

يرى البعض أن هناك من الأُسر وبسبب تأمين احتياجات الاسرة من الناحية المادية. فيضطروا الى ارسال أولادهم الى مدرسين يكفلون تعليمهم ومتابعتهم في الدروس دون ان يتولوا المسؤولية بأنفسهم.

يرى البعض أن التدريس الخصوصي، وبسبب الفروق الفردية، يجعل لم جميع الطلبة بمادة الدرس في المدرسة صعباً، الامر الذي يكونون بحاجة لمن يشرح لهم الدرس بعد الحصة المدرسية.

هناك من يرى أنها ظاهرة ضرورية في الوقت الحاضر ما لم يعاد النظر بمنظومة التعليم من جوانبه كافة.

مشاكل التدريس الخصوصي

يشير خبراء التربية والتعليم إلى ان من اهم محاور واستراتيجيات العملية التعليمية هي كشف الابداعات لدى الطلبة وصقلها واكتساب المهارات والتدريب عليها ثم التعليم وفق برنامج معين. ليكون الهدف النهائي في كل ذلك هو تأهيل الطالب وبناء شخصيته وتعزيز ثقته بنفسه وبقدراته وجعله قادرا على التفكير والتحليل واتخاذ القرار وتعلم ثقافة الحوار الى غير ذلك من اهداف التربية والتعليم السلوكية والمعرفية. إلا انه ومن خلال ظاهرة التدريس الخصوصي ان هناك جملة من المشاكل نتجت عنها منها انها:

تقلل من قدرة المؤسسة التعليمية على الاحتفاظ بثقة الطلبة بالمدرسة وأهدافها التعليمية و تسلب مجانية التعليم.

تثقل كاهل الاسر اقتصاديا وماديا. إضافة الى انها مرهقة للطالب ومملة.

لا تتيح فرص متكافئة للطلبة من الناحية التحصيلية كما انها تؤثر على سلوكيتهم من حيث انها تبعدهم عن جو الصف وجو المدرسة بشكل عام وفعاليتها المختلفة.

تؤثر بشكل سلبي على التكيف الاجتماعي والتفاعل مع المدرس الامر الذي يؤدي الى فقدان الثقة بالمدرسة وأهدافها التربوية والاجتماعية.

قد ينجم ضياع في مدخلات المنظومة التعليمية من أموال وطاقات بشرية.

تعتبر ظاهرة معقدة لها أسبابها المختلفة والمتنوعة من بيئة الى أخرى ومن مدرسة الى أخرى.

يرى البعض انه بالإمكان الاستغناء عنها اذا ما توفرت امكانيات مادية جيدة للمدرس تمكنه من الاستغناء عن واردات الدروس الخصوصية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *