في الآونة الأخيرة انتشرت العديد من المراكز التي تدعم تعليم الكبار وتوجيههم، وشاعت مشاريع كثير تهدف إلى القضاء على الأمية والنهوض بالمجتمع. وذلك من خلال القيام بعدة خطوات تتمثل في التخطيط الكامل للمشروع وتحديد أهدافه، وبالتالي تأهيل الشخص للقيام بمسئولياته ودوره الاجتماعي دون تكليف أو ضغط من أحد .
فتعليم الكبار يعني ادخال الكبار أو الراشدين في البرامج التعليمية التي تتناسب مع احتياجات المؤسسات الحكومية والأهلية. وتلبي رغبات الدراسين على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويمكن أن يكون تعليم الكبار في المدارس أو الكليات أو الجامعات أو أماكن العمل .
خصائص تعليم الكبار :-
كما هو معروف أن تعليم الكبار يختلف كثيرا ًعن تعليم بقية الفئات العمرية، حيث يتميز بعدة خصائص منها ما يلي :
1- تحمل كامل المسئولية، والتعاون مع المعلّم أو المدرّب حتى الحصول على النتيجة المرغوب بها، حيث أن التوجيه يكون ذاتيا ًنابعا ًمن شخص المتعلّم .
2- أخذ خبرة المتعلّم بين الاعتبار، وتضمينها للبرامج التعليمية، وأيضا ًالاستفادة منها كأمثلة توضيحية في عملية التعليم .
3- استثمار قدرة المتعلّم على النقد والاستيعاب والتأمل والتفكير، وإعطاؤه أمثلة تعليمي تعمل على تطوير هذه القدرات وتنميتها .
4- توفير بيئة تعليمية صحية وآمنة للمتعلّم الكبير في العمر وذلك لتحفيزه على التعلّم .
5- مضاعفة الجهد في تعليم الكبار، بحيث يحتاج المتعلّم الكبير إلى جهد أكبر من المتعلّم الصغير .
6- ملاءمة الدرس أو البرنامج التعليمي لعمر المتعلّم واحتياجاته سواء كان من حيث المكان أو المنهاج وغيرها من عناصر العملية التعليمية .
7- الابتعاد عن الطرق التقليدية في التعليم والتي تتمثل في أن المعلّم هو مصدر المعرفة الوحيد وأن الطالب فقط متلقنا ً، بل يجب اشراك المتعلّم في العملية التعليمية. واعطائه المجال وحرية التعبير عن أرائه في المواقف التعليمية التي قد تواجهه .
8- استخدام التطبيقات من الواقع الذي يعيشه المتعلّم حتى تتوافق مع حاجاته ورغباته وبالتالي يكون توصيل الفكرة والمعرفة بشكل أسرع وأسهل .
9- الاعتماد على دافعيّة المتعلّم والاستفادة منها في استدراج مهاراته وخبراته والتي تتمثل في رغبته في تحقيق ذاته وتنميه علومه ومعارفه .
10- مراعاة فرق السن بين الطالب والمعلّم، فعادة ًيكون المعلّم أكبر من الطالب، أما في تعليم الكبار يكون الطالب أكبر من المعلّم. وهذا ما يجب الانتباه إليه من أجل مراعاة البعد النفسي لدى المتعلمين .
أسباب تعلّم الكبار :-
يواجه الكثير من كبار السن بعض التحديات التي تواجههم وتدفعهم لاتخاذ قرار بشأن التعليم، بغض النظر عن العمر الذي وصله إليه، ومن أهم الأسباب التي تحفزهم على ذلك :
1- التخلص من الجهل والأمية الذي يسبب لهم الإحراج من قِبَل المجتمع أو الأفراد .
2- التماشي مع التطور والتقدم الحاصل في الوقت الحالي من وسائل التكنولوجيات الحديث إلى طبيعة الحياة.
3- تعويض العلم والمعرفة التي فقدها .
4- التعامل مع المواقف التي قد يتعرض لها بشكل صحيح .
5- تنمية اتجاهاته للتماشي مع طبيعة الحياة .
6- توظيف خبراته ومهاراته بشكل صحيح .
أهداف تعليم الكبار :-
يمكن تلخيص أهداف تعليم الكبار فيما يلي :
– تعليم الكبار علوم الدين التي تهمهم في حياتهم وتبين لهم حقوقهم وواجباتهم مما يعمّق حب الله لديهم والخوف منه .
– التخلص من الأمية التي تنتشر بين الكبار وتؤثر في قدرتهم على العيش بطريقة ايجابية .
– تعريف الكبار بواجباتهم ومسئولياتهم حتى يستطيعوا تأديتها على أكمل وجه .
– وتعريفهم أيضا ًبحقوقهم وحقوق الآخرين على يحافظوا عليها ويحاولوا استيفائها بكافة الطرق المشروعة، وبذلك يستطيعون حماية أنفسهم والحفاظ على المجتمع .
– بالإضافة إلى تعريفهم بمواطن القوة والضعف لديهم بهدف التركيز على نقاط القوة لتحفيز دورهم في أسرهم والمجتمع بشكل عام .
– تزويد الكبار بالمعارف والمهارات المختلفة، وطرق الاتصال والتواصل مع الآخرين وذلك لتأدية واجباتهم وأدوارهم بشكل أفضل .
أنواع تعليم الكبار :-
يصنّف تعليم الكبار بناءً على المجالات المستهدفة إلى خمسة أنواع، وهي كالتالي :
1- التعليم المختص بالكفاءة التقنية والمهنية: ويهدف هذا البرنامج إلى أعداد الأفراد المنتظمين فيه للالتحاق بوظيفة جديدة وتطوير مهاراتهم. أو ايجاد مهارات جديدة تتناسب مع مهنة ما .
2- التعليم المختص بالرعاية الاجتماعية والحياة الأسريّة والصحة: ويتضمن هذا النوع برامج تنظيم الأسرة، ورعاية الطفل، وأساليب الاستهلاك. والعلاقات الأسرية وأيضا ًالصحة والنظافة .
3- التعليم المختص بالمجالات السياسية: وهو البرنامج الذي يشمل الشئون السياسية العامة والدولية والتنمية المجتمعية، والمشاركة السياسية والأنشطة ذات الصلة بالحكومة .
4- التعليم المختص بتحقيق الذات: وهذا البرنامج يشمل المهارات المُكتسبة للأفراد كالموسيقى والفنون والأدب والرقص وغيرها .
5- التعليم التعويضي: ويعتبر هذا النوع هو الأهم من أنواع برنامج تعليم الكبار، وهو شرط أساسي للانخراط في أي نوع آخر من الأنواع السابقة. اذ أنه يهدف إلى محو الأمية وتحقيق التعليم الابتدائي للفئات العمرية جميعها .