التواصل بين الطالب والمعلم هو المفتاح في الفصل الدراسي، اذ يتطلب التدريس الناجح 50 % فقط من المعرفة إلى 50 % من مهارات التواصل. وبناءً على ذلك يجب أن يكون المعلم ماهرا ًفي جميع أنواع التواصل الأربعة وهي الاستماع، التحدث، القراءة، والكتابة. حيث ثبت أن القدرة على القيام بهذه المهارات تؤثر على النجاح الذي يحققه الطلاب في حياتهم الأكاديمية فضلا ًعن النجاح المهني للمعلّم .
مهارات التواصل بين المعلّم والطالب :-
أغلب المهارات الجيدة أو الفعّالة تعتمد على السياق، فعندما تقوم بالتقديم أمام الفصل سوف تستخدم مهارات مختلفة عما اذا كنت تسهّل مناقشة جماعية. أو تتحدث إلى طالب واحد لواحد، ومن أهم هذه المهارات ما يلي :
1- خلق بيئة تعليمية آمنة بالإضافة إلى العلاقات الداعمة :
وذلك لما للعلاقات الداعمة بين المعلّم والطالب من تأثير ايجابي على الانخراط في الفصل الدراسي والمشاركة وانجازات الطلاب. اذ أن هذه العلاقات الداعمة تنفي ميل الطلاب من أصحاب الدخل المنخفض إلى الحصول على نتائج دراسية سيئة ولذلك لأن هؤلاء الطلاب عندما يشعرون بالدعم. يكونون أكثر راحة في التعبير عن آرائهم وأفكارهم في المناقشات الصفيّة، ومحاولة التحديات التي قد تواجههم .
2- المزيد من العمل الجماعي :
يساهم العمل الجماعي والمناقشات الجماعية في خلق بيئة دراسية أكثر راحة وذلك من خلال العمل في مجموعات صغيرة بحيث يستطيع الطلاب. مشاركة أفكارهم بسهولة أكبر، وكذلك تحسين مهارات الاتصال الخاصة بهم، وتعطيهم هذه الأنشطة أيضا ًفرصة جيدة لطرح الأسئلة على المعلّم. مما يسهم في فهم الدرس بشكل أفضل وتحقيق الفوائد الأكاديمية له .
وكذلك يمكن للمعلّم تحسين مهارات التواصل لديه من خلال العمل الجماعي مع زملائه مما يساعده في التخطيط لمزيد من الدروس بشكل جماعي. ومشاركة الأفكار وحل المشاكل معا ًوصولا ًإلى تطوير الطريقة التي يتحقق بها التفاعل .
3- لغة الجسد :
هناك الكثير من الاشارات التي يقدمها المعلّم من خلال جسده والتي يجب أن تكون ايجابية، واثقة، وجذابة، اذا أن التواصل ليس لفظيا ًفقط. إنما يمكن من خلال التواصل البصري مع الطلاب يُظهر لهم المعلم مدى دعمه وانتباهه لهم، فمن المهم اجراء تواصل بالعين عند شرح الدرس إلى الفصل بأكمله. مما يحفز الجميع على الانتباه، ويساعدهم على التعلّم ويجعلهم يشعرون بالمشاركة.
وهناك أيضا ًالايماءات التي يستخدمها المعلّم للتأكيد على كلامه مما يزيد من تفاعل الدرس ويجعله أكثر تشويقا ًمن الناحية المرئية، ويسهّل على الطلاب تذكره. كما أن استخدام الابتسامات والايماءات والابهام لتشجيع الطلاب، وكذلك التنقل في الفصل أثناء شرح الدرس يُسهم في ازالة أي حواجز بين المعلّم والطالب. مما يمنع تشتت انتباههم ويبقيهم داخل المنقطة والمحور الدراسي .
ولغة الجسد لا تقتصر على السلوك الايجابي فحسب، إنما أيضا ًعند التعامل مع السلوك السلبي لتجنب المواجهة، فقد يكون من المفيد النزول إلى مستوى تفكير الطالب. والتحدث معه بكل هدوء عن سلوكه السلبي، والأهم أنه يفضّل التحدث إليه على انفراد وخارج الفصل الدراسي لتجنب جذب انتباه الكثير من انتباه. وعلى المعلّم أن ينتبه إلى أن سلوك الطالب هو أيضا ًوسيلة من وسائل التواصل معه .
4- ردود الفعل :
تعتبر ردود الفعل والتعليقات عنصر مهم للتواصل في الفصل الدراسي بحيث أن المدح والكلام الايجابي يبني مزيدا ًمن الثقة لدى الطلاب. ما يجعلهم يعتقدون أنهم قادرون على النجاح فيساعدهم ذلك في خلق بيئة داعمة وزيادة النجاح الأكاديمي، كما يمكن أيضا ًاستخدام الملاحظات الايجابية لتعديل سلوك الطلاب. إلى ما هو أفضل .
ومن جهةٍ أخرى يمكن أن تكون ردود الأفعال الايجابية ضارة بالتعلّم، وذلك اذا تم استخدامها دون وجود من يستحقها، أو بشكل متكرر. وكذلك الإفراط في المدح يمكن أن يتسبب في عدم اهتمام الطلاب في المواقف التي لا يتم مدحهم فيها. وبناءً عليه يجب على المعلّم تقديم ملاحظات ايجابية محددة ومستحقة من خلال ذكر اسم الطالب صراحة ًوتحديد ما فعله بشكل صحيح، وشكره والثناء عليه بكل حماس .
5- استخدام مهارات التواصل الفعّالة :
اذ يعتمد التواصل الفعّال على اجادة مهارات الارسال والاستقبال، حيث أن مهارات الارسال من قبل المعلّم تأخذ أشكالا ًكثيرة. فالمعلّم يرسل الرسائل عند تنفيذه لعملية التعليم، وحين يقدّم لطلابه أيضا ًالمعلومات والتغذية الراجعة، وكذلك عند توجيه الطلاب بالسلوكيات التي تحتاج إلى التعديل .
أما فيما يتعلق بمهارات الاستقبال فهي تتمثل في الاستماع الجيد للطلاب، اذ أن الاستماع الجيد يجعل الطلاب يشعرون بمدى أهميتهم وبأنهم مقبولون لديك. كما يمكن للمعلم مساعدة الطلاب على البوح بمشاعرهم ومشاكلهم وحلها، وكذلك من مهارات الاستقبال استخدام عبارات الاقرار كـ (أحسنت، استمر..). ويعد التواصل البصري من مهارات الاستقبال أيضا ً.
وفي ختام مقالنا نذكّر بأن التواصل الفعّال بين المعلّم والطالب مهم للغاية، اذ يسمح للمعلّم بأداء وظيفته على أكمل وجه مع نتائج ايجابية للطلاب. وكذلك الأمر بالنسبة إلى أولياء الأمور حيث سيتعين على المعلّم في كثير من الأحيان مناقشة مواضيع حساسة مع الأهل فيما يتعلق بقضايا السلوك ومشاكل التعلم. ونقاط القوة والضعف لدى الطالب بما لا يشعر الأهل بالارتباك أو القلق .