مدرّس خصوصي يرى معظم الأهالي بأن التعليم هو واحد من أفضل الاستثمارات التي يمكن تحقيقها بنجاح في هذه الحياة، لذلك تتزايد أحيانا ًالحاجة إلى المدرّس الخصوصي. لدرجة أنه يعتبر أولوية أساسية لدى العديد من العائلات أو أصحاب الدخل المتوسط، حيث يسعى الأهل من خلال ذلك إلى مساعدة طفلهم في مواصلة دراسته بنجاح. حيث يشعر البعض من الأهالي بحاجة طفلهم إلى التدريس الفردي نظرا ًلانخفاض تحصيله الدراسي، بينما يستثمر البعض الآخر في الدروس الخصوصية. للتغلّب على أية صعوبات في الشرح خلال الفصل الدراسي، أو اعطاء طفلهم فرصة كبيرة للحصول على مقعد في مدرسة تنافسية. اذ يعتقد الكثيرون أنه عامل أساسي في نجاح وتفوق طفلهم الأكاديمي .
لذلك يعلنون حالة الطوارئ من بداية العام الدراسي ويسعون إلى تعيين مدرّس خصوصي سواء احتاجه الطالب أم لا. ويتساءل العديد من أولياء الأمور عما اذا كان طفلهم يحتاج حقا ًإلى مدرّس خصوصي أم لا .
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه لا توجد اجابة عامة واحدة تناسب الجميع، وباختصار يمكن أن يُحدِث التدريس الخصوصي فرقا ًوتحولا ًملحوظا ًفي الأداء الأكاديمي للطفل. في بعض الأحيان، وقد يؤدي أيضا ًإلى زيادة ثقته بنفسه وتحسّن واضح في درجات الاختبار، وكذلك اعطائه فرصة أكبر للفهم والاستيعاب من خلال طرح الأسئلة التي يحتاج إلى فهمها .
ومن ناحيةٍ أخرى قد تكون الدروس الخصوصية لها ضرر بعيد المدى اذ تعلّم الطفل الاتكال على الغير حتى في المهام البسيطة أو حل المشكلات. وكذلك تُضعِف عنده أهمية تحمّل المسئولية في تحصيل درجاته، كما أنها قد تسبب له التوتر والقلق بسبب ساعات الدراسة الطويلة والتي قد تؤثر سلبا ًعلى الأنشطة الحياتية. وذلك من المهم جدا ًالسعي للحصول على الدروس الخصوصية للأسباب الصحيحة وذلك لأنها تتطلب الجهد والوقت والالتزام والمال .
ومما لا شك فيه أن المدرّس الخصوصي يستطيع أحيانا ًمساعدة الطالب المقصر لسبب أو لآخر في مادة أو أكثر من مواد المنهاج الدراسي. ولكن هذا لا يعني أن يركن الطالب إلى جهد المدرّس الخصوصي تماما ً، ويمضي أوقات فراغه في أمور أخرى لا علاقة لها بالتعليم .
لذلك ينبغي على أولياء الأمور أن يفكروا بتمعن قبل اتخاذ قرار الدروس الخصوصية والذي لم يكن أبناء الجيل الماضي أو بناته يعرفون عنه شيء. فإذا كان الطفل ناجحا ًفي مدرسته ويؤدي واجباته المنزلية خير أداء، ولا يجد صعوبة في تلقي المعلومات فإن ادخال مدرّس خصوصي على حياته يمكن أن يؤذيه. أكثر ما يفيده اذ أن الطفل قد يظن بأن والديه قد جلبا له مدرّس خصوصي لأنه لا يستطيع الوفاء بالتوقعات التي يعلقها والداه عليه. مما يفقده ثقته بنفسه .
وكما هو معروف أن تكاليف الدروس الخصوصية يمكن أن تكون باهظة الثمن، ولكن مجرد كون الشيء باهظ لا يعني بأنه مفيد. فالاستعانة بالدروس الخصوصية يمكن أن تكون بمثابة العلاج الامثل في حالة الطفل المقصر كثيرا ًفي مدرسته، أو الذي فاتته دروس كثيرة. فالواقع أن الاستعانة بمدرّس خصوصي في مثل هذه الحالات قد يساعد الطفل على احترامه لنفسه، ومدّه بكثير من المهارات كان قد افتقدها .
كما أن المدرّس الموهوب يستطيع أن يحفّز حب التعليم في نفس تلاميذه، وأن يرفع ثقة الطالب بنفسه بين أبناء صفّه. فإذا كان التقصير من عمل المدرسة نفسها بسبب عدم كفاءة مدرسيها فإن للوالدين كل الحق في أن يبحثا لطفلهما عمن يستطيع أن يعلّمه ويرفع درجة تحصيله المدرسي .
ولكن في بعض الأحيان يقدم الوالدان على تعيين مدرس خصوصي لأطفالهما لأنهما يريان أن طفلهما لا يستطيع احراز علامات عالية في المدرسة. إنما سيشهد لهما ذلك بحسن التربية وسعيا ًمنهم وراء تفوق الطالب على جيرانه مثلا ًودعما ًلأنفسهم يهرعون إلى المدرّس الخصوصي. لكن لا معنى لأن يُعطى طفل في المرحلة الابتدائية دروسا ًخصوصية بسبب سوء كتابته للحروف اذ أن هذا الخطأ كثيرا ًما يرتكبه الأطفال في هذا السن .
ولعل ّأكبر المشاكل المترتبة على الاستعانة بمدرس خصوصي هو حرمان الطفل من التمتع بأوقات فراغه وممارسة هواياته المفيدة ومتابعة اهتماماته الخاصة الطفولية .
ويجب التأكد من مهارة المدرّس الخصوصي في تقوية الطفل في المواد التي يقصّر فيها وتمكينه من مجاراة أبناء صفه. علاوة ًعلى ذلك اجعل من نفسك مصدرا ًدائما ًمن مصادر التشجيع والدعم لطفلك في أثناء دراسته الخصوصية، وعبّر له عن اعتزاك وفخرك به. لأنه يبذل كل جهد يستطيع في سبيل التعليم وكذلك السؤال عن مقدار تقدمه في دراسته وحسن أدائه لوظائفه المدرسية في أوقاتها الصحيحة .