مقدمة في أساليب كولب التعليمية

تعتبر نظرية كولب واحدة من أهم وأشهر الأساليب التعليمية التي قام بابتكارها وتأليفها خبير الاستراتيجيات التعليمية الأمريكي ديفيد كولب. حيث قام بتقديم هذه النظرية في كتاب من تأليفه باسم “التجربة هي مصدر التعلم والتطور”. وقد تمحورت تلك النظرية التجريبية على ثلاثة أبعاد رئيسية وهي :

– بناء الخطط التعليمية على أساس التجربة.

– التأكيد على أهمية ممارسة الأنشطة التعليمية.

– توضيح أن الذكاء والمهارات الفكرية تنتج بشكل أكبر عند التفاعل بين الطالب أو المتعلّم والبيئة المحيطة به، بمعنى أنها صفة مكتسبة أكثر من كونها موروثة.

أهداف نظرية كولب التعليمية :-

تحقق هذه النظرية أو الاستراتيجية عدد من الأهداف الهامة، وهي كالتالي :

1- تبني فكرة التجربة المادية للمتعلّم من خلال وضعه في تجربة حقيقية لما يدرسه قدر الإمكان، وذلك حتى يستطيع الاندماج ذهنيا ًوعمليا ًمع تلك التجارب التعليمية.

2- أهمية مراقبة التجربة الجديدة وملاحظتها بشكل دقيق كي يتم تحديد مواطن النجاح والفشل فيها.

3- تحديد مجموعة من المفاهيم عند الحصول على نتائج التجربة وتكوين ملاحظات حولها. وذلك من أجل الوصول إلى أهم النظريات التي يمكن من خلالها تحليل وفهم ما تم تدوينه من ملاحظات.

4- والهدف الأساسي لنظرية كولب هو اتمام التجريب العملي والذي يمكن من خلاله الاعتماد على النظريات التي قد تم التوصل إليها. عن طريق الخطوات السابقة في ايجاد حلول لما يظهر من مشاكل وأيضا ًاتخاذ القرارات الصحيحة.

فوائد التدريس باستخدام نظرية كولب التعليمية :-

هناك الكثير من التأثيرات الايجابية التي تتحقق عند التدريس من خلال الاعتماد على نموذج كولب، وهي كما يأتي :

– تحديد ميول وطبيعة كل متعلّم والمجال المناسب له من خلال النمط الذي ينتمي إليه ضمن هذا النموذج.

– تطوير عدد كبير من المهارات الفكرية والتحليلية وأيضا ًالمهارات الحسية والشعور لدى المتعلمين، والذي بدوره يخلق نوع من التوازن الفكري والنفسي لديه. مما يولي شخصية الفرد الكثير من الاهتمام.

– له دور كبير على درجة الذكاء الانفعالي والرغبة في الانجاز والابداع لدى المتعلّم بشكل فاق العديد من النماذج التعليمية الأخرى.

– مناسب للاستخدام في جميع الأمور الدراسية والعلمية، كما يمكن من خلاله تقديم دورات تدريبية كاملة للمتعلمين من مختلف الأعمار. من أجل اكتساب مهارات محددة، بالإضافة إلى أنه يساعد على تقويم السلوك والقدرة على التحصيل بشكل احترافي.

– مساعدة الكثير من المعلمين على اكتشاف جوانب شخصية وميول المتعلمين بشكل سريع ودقيق ويسير في نفس الوقت. مما يساعد على توظيف مهارات وميول الطلاب بشكل صحيح يضمن قدرهم على التميز والابداع في المستقبل.

نظرية كولب :-

– تحدد نظرية التعلم التي وضعها كولب أربعة أساليب للتعلم، وتستند إلى دورة تعلّم مكونة من أربع مراحل أساسية.

– ما يميز نموذج كولب هو توفير طريقة لفهم أنماط التعلّم للأفراد، وشرح لدورة التعلم التجريبي.

– كما يقول كولب بأن “دورة التعلّم” هي مبدأ جوهري وأساسي في نظرية التعلم التجريبي التي وضعها، والتي يعبر عنها من خلال دورة تتكون من أربع مراحل للتعلم. اذ توفر هذه التجارب الملموسة أساس للملاحظات والأفكار.

– وفيما بعد تتحول هذه الملاحظات والأفكار إلى مفاهيم مجردة يتولد عنها تأثير جديد في السلوكيات، مما يخلق تجارب جديدة.

– يعمل نموذج كولب على مستويين هما :

1- دورة مكونة من أربع مراحل :

> التجربة المادية.

> الملاحظات المتأمّلة.

> المفاهيم المجردة.

> التجريب العملي.

2- أربعة أنواع من تعاريف أنماط التعلّم :

بحيث يمثّل كل منها مزيجا ًمن نمطين مفضّلين مثل مصفوفة مكونة من عنصرين تضم أنماط الدورة بمراحلها الأربعة، والتي استخدم فيها كولب المصطلحات التالي :

> الأسلوب التباعدي: ويضم التجربة المادية والملاحظة المتأمّلة.

> الأسلوب الاستيعابي: ويضم المفاهيم المجردة والملاحظة المتأمّلة.

> الأسلوب التقاربي: ويضم المفاهيم المجردة والتجريب العملي.

> الأسلوب التواؤمي: ويضم التجربة المادية والتجريب العملي.

مراحل التنمية التي حددها كولب :-

حدد كولب في نموذج نظرية التعلم التجريبي الخاصة به ثلاثة مراحل لتطور الشخص وتنميته، وتتمثل فيما يلي :

– الاكتساب: وتبدأ هذه المرحلة من سن الولادة حتى سن المراهقة، وتتمحور حول تنمية القدرات الأساسية والبُنى المعرفية.

– التخصص: وتشمل هذه المرحلة التعليم المدرسي والتجارب المهنية والشخصية الأولى من مرحلة البلوغ، وتتمحور حول تطوير أسلوب تعلّم متخصص. يتكون بفعل التنشئة الاجتماعية والتعليمية.

– التكامل: وتبدأ هذه المرحلة بعد منتصف الحياة المهنية وحتى مراحل الحياة المستقبلية، وتتمحور حول التعبير عن أسلوب المتعلّم غير السائد في العمل والحياة الشخصية.

ومهما كان ما يؤثر في اختيار الأسلوب فإن تفضيل أسلوب التعلّم هو في الواقع نتيجة زوجين من المتغيرات، والذي قدمهما كولب كنموذج ببعدين (أفقي وعمودي). في كل منهما أنماط متعارضة مع بعضها، كالآتي :

– البُعد العمودي: ويسمى “محور الإدراك” أي يوضح استجابتنا العاطفية، أو كيف نفكر أو نشعر تجاه تجربة ما. ويتعارض فيه نمطي التجربة المادية (الشعور) مع المفاهيم المجردة (التفكير).

– البُعد الأفقي: ويسمى “محور المعالجة” أي كيفية معالجة مهمة ما، ويتعارض فيه التجريب العملي (العمل) مع الملاحظة المتأمّلة (المراقبة).

وفي الختام يجدر بنا التنويه إلى أن معظم الناس لديها أنماط التعلم التي يفضلونها بوضوح، كما أن القدرة على استخدام أنماط مختلفة أو التبديل فينا بينها. ليس أمرا ًسهلا ًأو بديهيا ًبالنسبة إلى الكثير من الناس، حيث يميل الأشخاص الذين لديهم نمط تعلم مفضّل وواضح إلى التعلم بصورة أكثر فاعلية من غيرهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *