نصائح للمعلمين بداية ًالمعلم الملهم هو الشخص المؤثر في طلابه والقادر على توجيههم لاتخاذ المسار الصحيح في دراستهم، والذي يفتح آفاقا ًمتنوعة أمامهم. ويمثّل بوابة وصولهم نحو تحقيق أحلامهم، حيث أنه مبدع في توظيف أساليب التعليم والموارد المتاحة في بيئة التعلم لبناء حصة دراسية فريدة من نوعها. تضمن وصول المعلومات للطلاب بوضوح ويسر، بالإضافة إلى امتلاكه مهارات لازمة لاكتشاف مواهب وهوايات طلابه. ومساعدتهم في تطويرها وتشجيعهم على الاستمرار بها، ودعمهم لصقلها وتنميتها حتى يكونوا نوابغ في سماء الابداع. ومن هنا يصبح ممكنا ًالتفريق بين المعلم المُلهم الطامح للتطور، والمعلم التقليدي الذي يبقى في مكانه دون أي تغيير .
كيف تكون ملهما ًلطلابك ؟
بعد أن تعرفنا من هو المعلم المُلهم، لابد لنا وأن نتعرف على بعض المهارات والأمور التي على المعلم أن يتعلمها ويتدرب عليها كي يطور من نفسه. ومن مهاراته التدريسية التي لا تتعلق بمادةٍ بعينها، إنما بأساليبه التعليمية بشكل عام. وفيما يلي بعض الأمور الأساسية التي يجب على المعلم أن يتمتع بها حتى يصبح معلما ًملهما ً:
1- كثرة القراءة: المعلّم يجب أن يكون واسع الثقافة كثير الاطلاع، وألا تقتصر قراءته فقط على المادة التي يعلّمها. بل يجب أن يكون ملم في شتى المواضيع العلمية والحياتية التي تساعده في تطوير نفسه، وإفادة الطلاب واجابتهم على أية أسئلة قد يطرحونها .
لذا ننصحك عزيزي المعلّم بأن تقرأ الكتب التي تتحدث عن الأنماط البشرية وكيفية التعامل معها وحاول أن تطبقها مع الطلاب. وكذلك الكتب التربوية التي تحوي وسائل وأساليب للدروس مع شرح لأنماط الطلاب، بالإضافة إلى المواضيع العامة .
2- استخدام أساليب وطرق متنوعة في التدريس: الإنسان بطبعه يمل من الروتين والتكرار، ويميل للتجديد والأشياء المبتكرة. فأقل ما يمكن أن تفعله هو أن تنوّع الطرق والأساليب التي تستخدمها في الدروس، فالأمر لا يحتاج الكثير من الأفكار أو بذل المجهود في تنفيذها. بل تستطيع أن تستخرج الأفكار بعملية بحث بسيطة على الانترنت وتنفذها بنفسك بما يناسبك ويناسب امكانياتك والطلاب الذين تدرّسهم .
3- جعل الدرس ممتعا ً: آخر ما قد يريده الطالب هو أن يكون يومه كئيب وممل في المدرسة يقضيه مع معلمين متجهمين وجوههم لا تعرف الابتسامة. يلقون عليهم الدروس بأسلوب جاف دون متعة أو حركة. لا شك في أن الحياة كئيبة ومصاعبها كثيرة والمصائب لم تترك أحدا ًمن شرها في كل مكان. لكن يجب أن نسعى لجعل المدرسة مكان يستعيد فيه الطلاب نشاطهم وحيويتهم، وعمرهم الطفولي الحقيقي الذي أخذته الحياة منهم.
بالإضافة إلى أن المعلم سيستعيد حيويته ونشاطه وينسى همومه ومشاكله مع طلابه، ويتركون العالم خارج حدود المدرسة ويعيشون الحياة كما ينبغي لها أن تكون .
4- التدرب على مهارات الالقاء والتأثير: نبرات الصوت، طريقة الوقوف، كيفية البدء بالدرس وكيفية انهاؤه وختمه. ابتكار الوسائل التي تساعد في ايصال الفكرة والمعلومات للطلاب، كيفية استعمال الوسائل العملية وادارة التمارين. وهناك بعض الكتب التي قد تساعدك في تعلّم هذه المهارات اذا لم تكن ترغب في تعلمها عن طريق دورات تدريبية .
5- ربط الدرس بالحياة الواقعية: أحيانا ًتكون المشكلة في عدم قدرة المعلم على ايصال الفكرة وربط معلوماتها بالحياة التي يعيشونها. لذلك يعتقد بعض الطلاب أن المواد الدراسية جاءت من كوكب آخر لشدة غرابة ما فيها. وبالتالي يجب أن تعمل جاهدا ًعلى ربط ما يحتويه الدرس ولو بفكرة واحدة في كل مرة بحياتهم التي يعيشونها. أو تخبرهم عن استعمالها في المستقبل عند العمل، فهذا سيجعلهم ينتبهون لك أكثر ويتشوقون لمعرفة المزيد عما يتعلموه .
6- كن صديقا ًلطلابك: كن لطلابك صديقا ًومعينا ًعلى الحياة، ومستمعا ًجيدا ًلأمورهم وحياتهم، فلا تحكم عليهم من تصرفاتهم داخل الحصة. فما هي الا انعكاس لما يحدث معهم خارجها، فحاول قدر الامكان أن تستوعبهم وتكن لهم قدوة ونموذج يُحتذى به ويتعلمون منك الكثير من الأشياء، ويستلهمون منك أهدافهم .
7- التعلم من الطلاب: من الأشياء الجميلة – أثناء عملية التعلم – أن ندع طلابنا يعلموننا أشياء جديدة، ينبغي فقط أن نقتنع أن هذا لن يقلل من شأننا. بل سيضيف الكثير من المهارات للطلاب ويكسبهم الثقة في أنفسهم .
8- القيام بالرحلات الميدانية الافتراضية: بفضل هذه الوسيلة نستطيع تحقيق أهدافا ًمتنوعة مثل زيارة الأماكن التي لا يمكن زيارتها في العالم الحقيقي. وجعل الطلاب مرتبطين أكثر بواقعهم مما يزيد من دافعيتهم وحماسهم للتعلّم .
9- استخدام التلعيب لجذب الطلاب: حيث أثبتت استراتيجية التلعيب فاعليتها في جذب اهتمام الطلاب وزيادة فاعليتهم ودافعيتهم للتعلّم. فقد يمكن من خلال هذه الاستراتيجية تطبيق مبادئ اللعب في عملية التعليم وجعل نشاطات الطلاب أكثر فاعلية .
10- الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية: أي التقليل من استخدام الورق ما أمكن في الفصل الحصص الدراسية، وجعل أغلب المعاملات رقمية. من خلال استخدام البرامج والأجهزة المختلفة سواء في أوراق العمل أو الاختبارات أو حتى ملفات الانجاز . هذه بعض الأفكار التي نعتقد أنها تعزز وتطور من مهارات المعلم كي يصبح ملهما ً، وهو الشيء الذي ينعكس على تعلم طلابه .