التعلم النشط

التعلم النشط

فقد يكاد يجزم الفاعلون التربويون كلهم على كون طرق التدريس التي قد تسعى إلى إشراك المتعلم في تعلمه هي الأكثر نجاح، وهي التي تعمل على خلق تعلماً حقيقياً عكس نظيرتها التقليدية التي قد يزداد مُنتقدوها يوما بعد يوم.
وعموماً  لا يمكننا الجزم بكون طرق التعليم التقليدية قد أصبحت متجاوزة أو غير مفيدة، كما أنه لا يمكن بأي حال تبخيسها.فقد تكون قاصرة. ولكي يتم تجاوز مكامن ضعف هذه الطرق التقليدية فقد اجتهد كل المنظرون والممارسون في الحقل التربوي وقد أبدعوا طرقاً وأساليب واستراتيجيات أكثر تقدماً وفاعلية وإنتاجية، ومنها التعلم النشط الذي نحاول الإحاطة به في هذا المقام. فما التعلم النشط إذن؟ وما إيجابياته؟ وما هي العوائق التي قد تعترضه؟


 التعلم النشط ؟

التعلم النشط Active learning :
وهو عبارة عن عملية تعليمية تربوية قد تهدف إلى تفعيل دور المتعلم وجعله -أي المتعلم- محورياً في العملية التعليمية التعلمية وقد تسعى إلى الانتقال في المتعلم من حالة المتلقي السلبي (كما هو الحال في طريقة المحاضرة) إلى إيجابية المتعلم وفاعليته في المواقف التعليمية (كما الحال في استراتيجيات التعلم النشط)، وذلك في استهداف مهارات التفكير العليا بالدرجة الأولى مثل :التحليل والتركيب والتقويم، اعتماداً على مواقف تعليمية وكذلك أنشطة مختلفة قد تستلزم البحث والتجريب والعمل وأيضاً التعلم الذاتي أو الجماعي من أجل اكتساب المهارات والحصول على المعلومات وكذلك من تكوين الاتجاهات والقيم.
فكلها أمور تستلزم:

  • المشاركة الفعالة والإيجابيّة للمتعلم في كافة المواقف التعلمية.
  • أيضاً إلقاء مسؤولية التعلم على الطالب أو المتعلم.
  • والخروج من إطار التعليم التقليدي والانفتاح على الجديد.
  • بالإضافة إلى اعتماد المتعلم على نفسه في اكتساب المهارات والحصول على المعلومات (وحل المشاكل بصفة عامة) دون اللجوء إلى أساليب كلاسيكية كالحفظ.
  • وأيضاً تنمية قدرات المتعلم التفكيرية حتى يستطيع حل مشاكله بنفسه.

التعلم النشط باختصار

ما التعلم النشط إذن؟
وهو عبارة عن محاولة للقطع مع الحفظ والتلقين والطرق التقليدية عامة، حيث يقدم المعلم المعارف و قد يكتفي المتعلمون بالاستماع.
فقد يعتمد بالدرجة الأولى على تنمية التفكير وكذلك من إكساب المتعلمين القدرة على حل المشكلات.

ويعمل على تشجيع العمل الجماعي والتعلم التعاوني .

و يراعي تنويع مصادر التعلم.

أيضاً يزيد فرص التواصل بين المعلّم والمتعلمين.

ويحفز المتعلمين على التفكير فيما هم بصدد تعلمه.

 فلسفة ومبادئ التعلم النشط
فقدتتلخص هذه الفلسفة في أن يتم جعل المتعلم في قلب العملية التعلِيمية التعلُّمية، في نقل بؤرة الاهتمام إليه المتعلم وكذلك جعله محور هذه العملية، وذلك في جعل التعلم:

 فقد ينطلق من استعدادات المتعلم وقدراته.

ويكون مرتبطا بحياة المتعلم واهتماماته واحتياجاته.

ويكون قائما على تفاعل المتعلم مع بيئته ومحيطه.

وقد يحدث في أماكن أخرى غير الفصل الدراسي كالبيت أو النادي أو أي مكان ينشط فيه المتعلم.

4- إيجابيات التعلم النشط

للتعلم النشط له دور إيجابيٌ على العمليةِ التعلمية التعليمية، يمكن اختصاره في:

 وتشجيع التفاعل بين كل من المتعلمين بعضهم البعض، وبينهم وبين معلمهم، سواء داخل الفصول الدراسية أو خارجها.

كذلك تشجيع كل من التعاون والعمل الجماعي.

وتقديم تغذية راجعة فورية، ويتم متابعة مستمرة للمتعلمين بهدف التدخل في الوقت المناسب.

كذلك توفير الوقت الكافي للتعلم.

ويكون مُناسب لتوظيف الذكاءات المتعددة.

لماذا التعلم النشط ؟ (الأهمية والدواعي)

فقد يتساءل البعض عن الجدوى من التعلم النشط وما مميزاته، ودواعي اعتماده.فقد يمكننا الاستعانة به لأنه:

  • يعمل على جعل التعلم متعة، مما قد يزيد من فرص اندماج الطلاب أثناء التعلم.
  • ويُعوِّد الطلاب على تحمل المسؤولية.
  • تحفيز الطلاب على الإنتاج المتنوع والجيد والمتراكم.
  • وقد يُكسِب الطلاب القدرة على التعبير عن الرأي.
  • تنمية الثقة بالنفس لدى الناشئة.
  • وقد يُعزِّز مستويات التفكير العليا عند المتعلمين.
  • وقد ينمي البحث والتفكير.
  • تنمية القيم والاتجاهات لدى الطلاب.
  • تعويد الطلاب على اتباع التعليمات وقواعد العمل.
  • أيضاً يعمل على المساعدة على توفير جو للتفاعل الإيجابي بين المتعلمين خصوصا في المهام المعقدة (التعلم التعاوني والجماعي).
  • تحقيق من استمرارية التعلم (التعلم المستدام).
  • تعزيز المنافسة الإيجابية بين المتعلمين.
  • تنمية الرغبة في التعلم، ويروم درجة الإتقان.
  • محفز لاستخدام أساليب وطرق التعلم الجديدة..

 أُسُس التعلم النشط

هي أسس لا يقوم إلا بها وأهمها:

  • يجب توظيف استراتيجيات التدريس (النَّشِطَة) المتركزة حول المتعلم .
  • لا بد من إشراك الطلاب في تحديد الأهداف التعليمية ونُظم العمل وقواعده
  • أيضاً يجب إتاحة الفرصة لكل طالب للتعلم حسب سرعته الذاتية (الفارقية) .
  • والحرص على توفير أجواء المتعة والمرح و الطمأنينة أثناء التعلم.
  • ولا بد من تنويع مصادر التعلم وأدواته ووسائله.
  • كذلك الاعتماد بالدرجة الأولى على التقويم الذاتي وتقويم الأقران.
  • يجب من تعويد الطلاب على الإدارة الذاتية (الاعتماد على النفس واتخاذ القرار)
  • لا بد من تقديم المساعدة للطلاب متى احتاجوا إليها (المتابعة).
  • ويجب مساعدة الطالب اكتشاف مكامن القوة في شخصيته وعمله…


 أبرز فوائد التعلم النشط
زيادة على ما قد يمكن أن نسميه فوائد بديهية كإتاحته الفرص للمتعلمين للمشاركة وكذلك من طرح الأفكار وأيضاً المناقشة والحوار وقضائه (إلى حد بعيد) على مشاكل من قبيل السرحان والشغب، فإن للتعلم النشط فوائد جمة لعل أهمها:

  • تعويد المتعلمين على البحث والنقد والتعلم الذاتي وطرق الحصول على المعرفة (تَعلُّم التعلمِ).
  • يعمل على توفير اتباع التعلم النشط تعزيزات كافية للطلاب تساهم في فهمهم للمعارف الجديدة .
  • خلال التعلم النشط يصل المتعلمون إلى حلول ذات معنى مألوفة لديهم.
  • غالبا ما يعطي المتعلمون أهمية بالغة للمَهمة أو الأعمال التي ينجزونها بأنفسهم (سواء فرديا أو جماعيا) وهو ما يجعلهم يركزون معها ويعيرونها انتباها يساهم في الوصول إلى نتائج طيبة.
  • ·       يجبر التعلم النشط الطلاب على استرجاع واستعمال معلومات متعددة تتعلق بموضوعات مختلفة، (كما في المواقف الحياتية الحقيقية)

    عوائق قد تعترض التعلم النشط
    وقديمكن تلخيصها فيما يلي:
  • اكتظاظ وملء الفصول الدراسية.
  • كذلك عدم قدرة المتعلمين (بعضهم أو كلهم) على استخدام مهارات التفكير العليا.
  • وقِصر المدة المخصصة للحصة الدراسية.
  • أيضاً عدم مسايرة المنهاج لاستراتيجيات التعلم النشط، بتركيزه على اكتساب المعلومات والمهارات والقيم والاتجاهات والمبادئ، دون الاهتمام بالقدرة على التحليل والتركيب وتنمية المهارات العقلية لدى المتعلم.
  • إضافة إلى مشاركة ضعيفة للمتعلمين (دون المستوى المتوقع).
  • وعدم توفر الأدوات والتجهيزات والوسائل التعليمية والأجهزة المساعدة…
  • أيضاً الشغب وعدم الانضباط وفقدان التحكم في الفصل الدراسي (فوضى مصحوبة بكثرة الأحاديث الجانبية) .
  • عدم استعداد بعص المعلمين لتجريب الجديد، والعمل به.
  • وعدم التوفق في إدارة المناقشات.
  • قلق لا يوجد ارتياح لدى عدد من المعلمين في تطبيق التعلم النشط، قد يكون راجعا للخوف من نقد الآخرين لكسرهم للطرق المألوفة في التدريس والتعليم، وقد يكون ذلك راجعاً لقلة الحوافز الضرورية والمشجعة على التغيير، أو غيرها من الأسباب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *