صعوبات التعلم

فقد تؤثر صعوبات التعلم على الطريقة التي قد يتعلم بها الشخص أشياء جديدة، وما الكيفية التي يتم التعامل بها مع المعلومات، وكذلك طريقة تواصله مع الآخرين. وقد  تشمل صعوبات التعلم كافة مجالات الحياة، وليس فقط التعلم في المدرسة، كما أنه من الممكن أن تؤثر في كيفية تعلم المهارات الأساسية كالقراءة والكتابة والرياضيات، و في طريقة تعلم مهارات تكون عالية المستوى على سبيل المثال: التنظيم وأيضاً تخطيط الوقت، التفكير المجرد، و كذلك تنمية الذاكرة الطويلة أو القصيرة المدى والاهتمام.
 فماهي صعوبات التعلم؟ وما هي أسبابها؟

ما هي صعوبات التعلم؟

صعوبات التعلم يعتبر مصطلح عام قد يصف كل التحديات التي قد تواجه الأطفال من ضمن عملية التعلم، ورغم أن بعضهم قد يكون مصاباً سواء كان في إعاقة نفسية أو جسدية إلا أن الكثيرين منهم يكونوا أسوياء، بالرغم أنهم يظهرون صعوبة في عدد من العمليات المتعلقة بالتعلم: مثل الفهم، أو التفكير، وأيضاً الإدراك، أو الانتباه، أو القراءة (عسر القراءة)، أو الكتابة، أوكذلك  التهجي،و النطق ،أو إجراء العمليات الحسابية أو في المهارات المتصلة في كل من العمليات السابقة.
 وقد تتضمن حالات صعوبات التعلم ذوي الإعاقة العقلية والمضطربين انفعالياً والمصابين في أمراض وعيوب السمع والبصر كذلك ذوي الإعاقات في شرط ألا تكون تلك الإعاقة هي سبب الصعوبة لديه.
ففيما يلي جرد لصعوبات التعلم الأكاديمية، وسنتحدث نبذة عن كل منها وهي على النحو التالي:

أ-عسر القراءة (صعوبات القراءة)

وهو مصطلح مشهور باسم “ديسلكسيا” أي أنه عدم تمكن التلميذ من القراء، قد تنقسم إلى نوعين:

 صعوبات القراءة: فقد يظهر الطلاب الذين قد يعانون من هذه الصعوبة قدرة تكون منخفضة في اكتساب مهارات القراءة والكتابة، وكثيراً ما قد تسبب هذه الصعوبات في تجنب القراءة والكتابة وكذلك محاولة تعلم المادة عن ظهر قلب، وذلك من أجل اخفاء صعوبات القراءة. فلا بد من وجود مظاهرلصعوبات القراءة وهي:
 لا يوجد الدقة في القراءة والقراءة ببطء وصعوبات في فهم المقروء وصعوبة الهجاء، الكتابة العكسية للكلمات وكذلك الحروف، وفي أغلب الأحيان يوجد صعوبات لغوية في تنظيم الجمل والتمييز بين الأصوات.
صعوبات الفهم : نتحدث عن هذا المفهوم عندما لا يتمكن التلميذ من فهم معاني الكلمات والعبارات والجمل.

ب- صعوبة الكتابة (ديسجرافيا)
فقد يشير هذا المفهوم إلى عدم استطاعة التلميذ من الكتابة، أو أنه لا يتمكن من التفكير أثناء الكتابة.

ج- اضطرابات الانتباه والتركيز
فقدتظهر الاضطرابات في الانتباه واضطرابات في التركيز (ADD) في صعوبة الحفاظ المتواصل على الانتباه،كذلك تشتت الذهن وحساسية كبيرة للمؤثرات الخارجية. عندما قد تكون الاضطرابات في الانتباه والتركيز مقرونة في النشاط المفرط (ADHD)، فقد يصاحب هذه الأعراض نشاط مفرط، اندفاع وتهور، تقلب عاطفي وكذلك من صعوبة في إشباع الرغبات.

د- صعوبة الحساب (ديسكالكيولا)

فقد تؤثر على القدرة على اكتساب المهارات الحسابية، و قد يتسم الطلاب الذين يعانون من هذه الصعوبة في قصور في فهم العلاقة بين الأرقام، وكذلك من صعوبات في الإدراك البصري أو السمعي للأرقام، كما أنهم يعانون من صعوبة في إجراء بعض من العمليات الحسابية.

ت-صعوبة الحركة

وهذا يعني عن اضطراب التكامل الحسي وقد تشمل مشاكل «الاتزان والتوافق بين أداء اليد والنظر»، أي عدم  قدرة التلميذ من تنسيق و كذلك عدم التحكم في الحركات البسيطة مثل الكتابة والتقطيع، أو الحركات الأكثر صعوبةً مثل القفز والجري.

علامات صعوبات التعلم؟

فيصعب من أن يتم الكشف عن صعوبات التعلم في سبب تعقدها وتداخلها مع أعراض أخرى، لكن الخبراء بالعادة ما يستكشفونها من خلال قياس ما قد يحققه الطفل مقارنة مع ما هو متوقع منه وذلك بحسب مستوى ذكائه وعمره، وبشكل عام فهناك يوجد مؤشرات تدل على وجود صعوبة في التعلم، نلخصها فيما يلي:

قبل أربعة سنوات:

  • عسر في نطق الكلمات.
  • أيضاً عسر في الالتزام بالنغمة أثناء الغناء أو الإنشاد.
  • كذلك هناك مشكلات في تعلم الأرقام والحروف والألوان والأشكال وأيام الأسبوع.
  • وصعوبة في فهم الاتجاهات وصعوبة اتباع الروتين أيضا.
  • أيضاً صعوبة في الامساك بالقلم أو المقص والطباشير
  • بالإضافة إلى صعوبة في التعامل مع الأزرار وربط الحذاء

من سن أربعة إلى تسعة:

  • صعوبة في الربط بين الحروف وطريقة نطقها.
  • صعوبة في ربط أصوات الحروف ببعضها لنطق كلمة.
  • يخلط بين الكلمات عندما يقرأها.
  • الاخطاء في التهجئة والقراءة.
  • صعوبة في تعلم المفاهيم الأساسية للحساب مثل الجمع والطرح.
  • صعوبة في قراءة الوقت وتذكر ترتيب أجزاء اليوم والساعة.
  • بطئ في تعلم المهارات الجديدة.

من سن تسعة إلى خمسة عشر:

  • هناك صعوبة في قراءة النصوص وإجراء العمليات الحسابية.
  • وكذلك صعوبة في الإجابة على الأسئلة التي تحتاج إلى الكتابة.
  • تجنب القراءة والكتابة.
  • وضعف في الترتيب وضعف التنظيم.
  • لا يتمكن من الاندماج في مناقشات الفصل وكذلك لا يتمكن من التعبير عن أفكاره.
  • رداءة الخط.

أسباب صعوبات التعلم:

عيوب في نمو المخ

فخلال مراحل نمو الجنين، قد تحدث عدد من العيوب والأخطاء التي  تؤثر على تكوين وأيضاً اتصال الخلايا العصبية ببعضها البعض، و قد يعتقد كل من العلماء أن هذه الأخطاء والعيوب في نمو كل من الخلايا العصبية هي التي تؤدي إلى ظهور صعوبات التعلم عند الأطفال.

العيوب الوراثية

فقد يلاحظ كثير من الأوقات شيوع صعوبات التعلم في أسر معينة، و قد يعتقد أن هذا الأمر يكون عائد لأساس وراثي، فعلى سبيل المثال فإن الأطفال الذين قد يفتقدون بعض المهارات المطلوبة للقراءة مثل سماع الأصوات المميزة ، من المحتمل أن يكون أحد الأبوين قد يعاني من مشكلة مماثلة .

مشاكل أثناء الحمل والولادة

فيمكن أن يرتبط ظهور صعوبات التعلم لدى الطفل في المراحل التي تسبق ولادته، ففي بعض الحالات يتفاعل الجهاز المناعي للأم مع الجنين كما لو كان جسما غريبا يهاجمه، وهذا التفاعل يؤدي إلى اختلال في الجهاز العصبي
في حالات أخرى، يمكن أن يحدث التواء للحبل السري حول نفسه أثناء الولادة مما يؤدي إلى نقص مفاجئ للأوكسجين الذي يوصل للجنين، مما يعمل على الإعاقة في عمل المخ وصعوبة في التعلم في الكبر..

مشاكل التلوث والبيئة

فقد أثبتت الأبحاث أن التلوث البيئي يعمل على صعوبات التعلم وذلك بسبب تأثيره الضار على نمو الخلايا العصبية، وأثبتت الدراسات أن الرصاص وهو من المواد الملوثة للبيئة والذي قد ينتج عن احتراق البنزين.

علاج صعوبات التعلم

فقد يمكن من التخفيف من الآثار المحتملة لصعوبات التعلم من خلال تفعيل التوجيهات التالية وهي على النحو التالي:

أ-تفهم الوالدين للمشكلة

فيتوجب على الآباء فهم طبيعة مشاكل أبنائهم  والتمكن من مساعدة المدرسة في بناء برنامج علاجي لهؤلاء الأبناء بعيدا عن التوترات النفسية.

ب-البرنامج التعليمي الخاص

فيجب من تخطيط برنامج تعليمي يكون خاص و ملائم لكل طفل وذلك استناداً على نوع الصعوبة التعليمية التي قد يعاني منها، ويكون ذلك في التعاون بين الأخصائي النفسي والمدرس والأسرة.

ج-التشخيص والتدخل المبكر

 حالة الطفل المصاب يجب أن تتم من إشراف الأخصائيين النفسيين، و كلما  قد كان التشخيص باكراً، كلما تمكنا من التعامل في شكل أفضل مع الطفل، مع تجنب الكثير من سوء الفهم.

د-التعاون بين كل من المدرسة والعائلة

فقد تؤثر صعوبات التعلم على الحياة ، ولذلك يتوجب من أن يكون البرنامج العلاجي في شكل لكل نواحي التعلم، و في تنسيق تام بين كل من الأسرة و المدرسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *