هناك الكثير من العائلات التي درست بسعادة في المنزل وذلك لسنوات طويلة وأسباب كثيرة، وليكن هذا هوا الخيار الذي اضطررت إلى استخدامه. فكيف ستبدأ؟ لحسن الحظ أن التعليم في الوقت الحالي أصبح أكثر سهولة وسلاسة وذلك بسبب العديد من الموارد المتاحة عبر الانترنت. والتي يمكن أن تجعل قرار تعليم الأطفال في المنزل أمرا ًغير مستحيل على الأقل .
ولكن عليك الإلمام بهذا الموضوع واتباع الخطوات التالية بالترتيب حتى تستطيع فعل هذا الأمر بنجاح :
1- تقبُّل فكرة التعلم المنزلي :
تبدو فكرة التعليم المنزلي أمرا ًصعبا ًخاصة ًاذا كان لديك أطفال في مرحلة الروضة في المنزل، ففي البداية يجب أن تؤمن بفكرة تحقيق الأهداف التعليمية بشكل تدريجي. والتي لا تختلف كثيرا ًعن الكتب التي عرضتها على صغارك حيث بدأوا بكتب دون كلمات، ومن ثم كلمات قليلة. ومن ثم كتب بها صور أقل وكلمات أكثر، وهكذا، فيمكنك تعليم الأطفال صياغة الأحرف بشكلٍ أفضل، أو حفظ ترتيب الأرقام. أو طريقة تحرك أوراق الشجرة وغيرها الكثير، وهذه هي الطريقة التي ينبغي أن تبدأ بها رحلتك في التعليم المنزل. حيث يجب أن يفهم الأطفال أن هناك ما يجب التركيز عليه بقليل من الاهتمام .
أما اذا كان أطفالك أكبر سنا ًفي المرحلة الابتدائية أو الاعدادية أو الثانوية فأيضا ًلن يكن هناك مشكلة في التعليم المنزلي لهم، فلا داعي لفقدان الأمل أو التوتر. فكما سنلاحظ في الخطوة التالية هناك جدول زمني يعتبر مكسب كبير لك ولوقتك. لذلك أنت بحاجة إلى مناقشة طفلك حول بذل المزيد من الجهد معك خلال الأوقات التي تنوي قضاءها في التعليم .
2- إنشاء جدول للسلامة العقلية :
ونبدأ مرة أخرى مع أطفال الروضة أو طالب في المرحلة الابتدائية فهذه هي أفضل فترة للتعلّم، اذ يجب عليك مساعدة طفلك في استكشاف الأمور الصغيرة والكبيرة. وأيضا ًالبحث عن الحيوانات والطيور والحشرات، وخلط الألوان مع بعضها، وكل ذلك لمجرد الاستمتاع قليلا ًبالإضافة إلى التعلّم .
وهنا يجدر بنا الإشارة إلى أن التعليم بغض النظر عن موقعه أو مكانه يجب أن يدور حول الاكتشاف وذلك منت خلال صياغة المواضيع بطريقة مثيرة للاهتمام. وأيضا ًإضافة بعض التعريفات حول طريقة قياس هذا الفضول، فالحل لذلك هو انشاء جدول يومي، وتشجيع الطفل عليه وتحفيزه .
فليس من الضروري استخدام طريقة مونتيسوري بالكامل في جميع الأوقات وذلك حتى لا يشعر الطفل بالتذمر أو رفض فكرة التعليم. لذلك قد يكون التخطيط جيدا ًفإذا حددت طريقة سير كل يوم ستكون في حال أفضل بالتأكيد. فعلى سبيل المثال أن يبدأ طفلك يومه بتناول طعام الإفطار والاسترخاء، ثم قضاء بعض الوقت في التلوين وبناء أحجار الليجو، ومن ثم تناول وجبة خفيفة. والتمرن على حفظ أيام الأسبوع وبعض الأرقام، ومن ثم تناول طعام الغداء ثم القيلولة، ومن ثم اللعب في الخارج أو ممارسة اللعب الابداعي .
وبالنسبة للطلاب الأكبر سنا ًفلا يحتاجون إلى مساعدتك في كل شيء، يمكنك فقط مساعدتهم في وضع الجدول الزمني ونشره في مكان عام في المنزل. اذ أن اطلاع جميع أفراد العائلة على الجدو وتحمّل مسئوليته يسمح لهم بفهم ما يجري. واذا كانت تفضل العمل الكترونيا ًيمكنك الابداع في وضع الجدول اليومي بشكل يتناسب مع هيكلية أسرتك .
3- تحديد المناهج التي ستُتّبع والتي لن تُتّبع :
الفكرة هنا هي إزالة جميع الهياكل الرسمية التي قد تفرضها البيئة الأكاديمية النموذجية على الطفل، لذلك يمكنك اظهار الاهتمامات المناسبة التي قد يملكها طفلك. وتركه يتقدم وفق وتيرته الخاصة مع اتاحة الأدوات والتجارب التي يراها مفيدة لذلك، وترتبط هذه الفكرة بطريقة مونتيسوري ولو لم تكن مثلها تماما ً.
أما بالنسبة للعائلات التي تريد رقابة ومساءلة أكبر عما يتعلمه الأطفال فهناك العديد من البرامج عبر الانترنت بتكلفة منخفضة أو مجانية. والتي تسمح للطلاب بالوصول بسهولة إلى المحتويات التي تناسب مستواهم التعليمي، فمثلا ًهناك برامج تحديد القراءة مثل “ريد وركس” أو “نيوز ايلا”. وهناك “أكاديمية خان” الاستثنائية لتعليم الرياضيات والعلوم بطريقة مناسبة للطفل .
ونستنتج مما سبق أن نوع المناهج الخاص بك ليس كأهمية العقلية التي يتمتع بها الطالب في سعيه لمعرفة المزيد عن العالم الذي يعيشه. وأيضا ًالجدول اليومي الذي يضعه مع عائلته، فالبحث عبر الانترنت أتاح للكثير فرص الاستكشاف ولكن يجب تنمية هذه العقلية .
4- مراقبة تقدّم تعلّم طفلك :
ربما تكون القدرة على المشاركة في مهمة ما هي أهم ميزة يمكن ملاحظتها وقياسها في التعليم المنزلي. اذ أن هناك قاعدة عامة جيدة حول المدة التي يمكن للطالب أن يبقى مركّز فيها على مهمة معينة دون الحاجة إلى أخذ استراحة وهي: عمره مضروب في 4 دقائق .
فالطفل البالغ من العمر 5 سنوات مثلا ًقادرا ًعلى التركيز باهتمام شديد مدة 20 دقيقة (5 سنوات* 4 دقائق)، ولكن بالتأكيد لا يمكن تطبيق هذه القاعدة دائما ً. لكن تعدّ بداية جيدة ولكن يجب الانتباه إلى أن هذا ينطبق على التركيز على الأمور المثيرة للاهتمام فقط.
يمكنك بداية ًوضع عادة معينة، ومن ثم البدء في ملاحظة تقدم الطفل وفحص القراءة البسيط وهو وقت قراءة طفلك لمدة دقيقة واحدة. والتركيز على الكلمات التي لم يقرأها بشكل صحيح خلال تلك الدقيقة، حيث يشير ذلك الفحص إلى طلاقة طفلك في قراءة الكلمات التي تُقرأ في دقيقة .
ومع تقدم الطفل في العمر سوف تكون قادر على مراقبة المزيد من الأشياء مثل جداول الضرب وعمليات القسمة والقدرة على البحث وكتابة التقارير. مع القليل من الأخطاء النحوية والأدلة المقتبسة، لذلك يجب الاستمتاع بهذه العملية والإدراك بأن رحلة التعلّم يجب أن تكون مثيرة للاهتمام .